بغداد- العراق اليوم: توقعت فلول تنظيمات داعش والجهات الراعية لها، وممولو الإرهاب في العراق، ان القبضة الحديدية التي يحكمها أبطال جهاز المخابرات الوطني العراقي ستتراخى، بعد إنشغال رئيس الجهاز مصطفى الكاظمي بموقعه السياسي الجديد، متجهاً لخدمة أعلى، ولربما استبشرت هذه الفلول الإجرامية، وهي ترى أن انشغال رئيس الجهاز بملف سياسي كبير، سيضعف همة من تبقى من أبطال الجهاز، وسيوقفهم عن تنفيذ مهامهم البطولية في مكافحة الإرهاب عبر الحدود، لذا نشطت خلال الفترة الماضية في عمليات إجرامية، إرهابية متفرقة، وكانت الأجهزة الأمنية لها بالمرصاد، الا أن زيارة الرئيس مصطفى الكاظمي الى مقر هيئة الحشد الشعبي، وأعلانه من هناك بدء المعركة الفاصلة مع هذه الفلول، وإصداره أوامر عسكرية بصفته القائد العام للقوات المسلحة لكل التشكيلات التي بأمرته بالأستعداد، كانت مفاجأة، والأكثر مفاجأةً من ذلك، أن الكاظمي وعد خلال هذا اللقاء أن التتظيم سيتلقى ضربات موجعة قريباً، ولم يمضِ سوى أيام قلائل على هذا الحديث، حتى زف أبطال الجهاز نبأ اعتقال الإرهابي المجرم عبد الناصر قرقاش، المرشح لخلافة الهالك أبو بكر البغدادي. عملية الإطاحة النوعية بهذا الأرهابي المُلقب بـ (المدمر) أيضاً، كشفت فيما كشفت عنه، أن الجهاز بأبطاله وتشكيلاته الباسلة، كانت ولا تزال تحت قيادة ورعاية القائد العام للقوات المسلحة، وأن الرجل على الرغم من إنشغاله بملف رئاسة الحكومة، وما يترتب على ذلك من التزامات هائلة، الا أنه يضع القدرات الفكرية والأمنية والاستخبارية تحت تصرف الجهاز في أكمال المسيرة نحو تفكيك هياكل التنظيم الارهابي، والاطاحة بقياداته، حتى يقال أنه يضع عيناً على رعاية الجهاز، وأخرى على رعاية الدولة، فالكاظمي يشرف على عمل هو ابعد من هذا المنظور، يسعى من خلال كل ذلك تأمين الداخل العراقي، وصيانة السور الامني الخارجي، مع بناء منظومة أمنية فعالة. لقد كانت ضربة اسقاط المجرم الأرهابي المقبور ابو بكر البغدادي، بعد معلومات دقيقة من جهاز المخابرات الوطني العراقي، نقلة نوعية في الحرب على داعش، وأعطت أشارة طيبة لكل دول العالم، بوجود شريك عراقي محترف، يبذل جهوداً طيبة في ملاحقة الإرهاب، والإطاحة بقادته، وكانت ضربات الجهاز مستمرة في تحييد عناصر داعش الإرهابية، ليأتي إلقاء القبض على (قرقاش) هذا في إطار الحرب الاستباقية التي أشار إليها الكاظمي في حديثه، وسيكون دورها هاماً في التعجيل بتدمير ما تبقى من فلوله، لاسيما وأن " الُمدمر" هو أحد اعتى الإرهابيين الذي عملوا مع المجرم البغدادي منذ 2005، ويمتلك خزيناً معلوماتياً هائلاً سيكون ثروة لدى الجهات العراقية المختصة في الوصول إلى نقاط حساسة في بنية داعش العسكرية والأمنية، ومفاصلها الحساسة، وهذا الانجاز يضيفه الكاظمي إلى انجازاته السابقة، ويكتب للموقع الذي يتولاه فصلاً أخر من فصول نجاح جهاز محترف مبني على الكفاءة والمهنية والإخلاص.
*
اضافة التعليق