كما توقع (العراق اليوم).. الرئيس الكاظمي يزور عرين الحشد الشعبي، ويخاطبهم مرتدياً زيهم: أنتم قرة عين العراق

بغداد- العراق اليوم:

قبل يومين نشر ( العراق اليوم)، تساؤلات عن موقف الرئيس مصطفى الكاظمي من هيئة الحشد الشعبي، مع زيادة اللغط والتقولات حول مصير هذه المؤسسة القانونية، ومصير عشرات الآلاف من المقاتلين المنضوين تحتها بشكل رسمي، وكانت التساؤلات بطبيعة الحال متأثرة بما يشاع عن وجود موقف معادٍ مزعوم للكاظمي من الحشد الشعبي، كمؤسسة وكوجود، وهذا الزعم كان البعض يراهن عليه، محاولاً ان يحرج الكاظمي وداعميه ومؤيديه بأنه لا يستطيع الاقتراب من الهيئة، أو أنه يخشى اطرافاً دولية أو أقليمية في حال اقترب من دعم الهيئة، أو أعلن موقفاً مؤيداً معلناً لها، الا أن الأمر كان أيضاً في إطار الحرب الاعلامية الشرسة التي تخاض ضد الرجل، وهو لم يرد بأي ردود أو توضيحات، فكان هذا الصمت على قصره، يضع المدافعين أو لربما المتفائلين في حرج نوعاً ما.

لكن الذي لم يكن يعرفه الجميع، او لنقل لم يخبروه بشكل تام ويعتادوه مع رؤساء الحكومات، أن  (الكاظمي) كما يبدو ويتضح، رجل افعال لا أقوال، وأنه لا يهوى السجالات السقيمة، بل هو يسعى لأن يجعل الميدان شاهد الماثل بين يديه، ويدي من يحب ومن يخالف ايضاً.

اليوم، يحط فلك الكاظمي الدائر في أروقة المؤسسات العسكرية والأمنية في مقر هيئة الحشد الشعبي العراقية، ويجتمع بقياداتها كافة دون استثناء، حيث أظهرت الصور حضور ممثلي الفصائل الأربعة التابعة لمرجعية النجف أيضاً، وقد جلسوا جميعهم على يسار الكاظمي، الذي بدأ عمله كقائد عام للقوات المسلحة فعلاً وليس إسماً فقط مثل سابقه! وكان من الطبيعي ان يعقد الكاظمي اجتماعاً أمنياً مع هذه القيادات، وفي أطار التحضير لحرب شرسة سيشنها العراق على ما تبقى من فلول داعش الأرهابي، وستكون الفاصلة النهائية - بإذن الله- لإغلاق ملف داعش والى الأبد، ويبدو من تحركات الرئيس الكاظمي، أنه يقود هذا التحرك العسكري بخطة منسقة وهادئة، ويواصل جهوده في حشد الطاقات العسكرية وتوظيفها في هذا الملف، لذا فأن الزيارات المتتابعة سواء لوزارة الدفاع او جهاز مكافحة الأرهاب، واليوم في مقر هيئة الحشد، وسيتبعها بالتأكيد مقار أمنية أخرى، قد تمهد الطريق لعمل عسكري منظم ومدروس وحقيقي.

الأهم من هذا برأينا المتواضع، أن الزيارة لهذه الهيئة اكتسبت بعداً اعمق من التحضير لشن عمليات الخلاص الأخير، بل كانت بمثابة المطرقة الثقيلة التي وقعت على رؤوس المتنطعين والمشككين بولاء ووطنية الرجل ومحبته للحشد الشعبي وقواته وجهاده ونضاله وشهادائه وتضحياته، لذا لم يكتف الكاظمي بالجلوس في صفوف قادة الحشد الشعبي وترؤوس الاجتماع فحسب، بل ارتدى الرجل بزة الحشد الشعبي، وزيه العسكري المميز، في أشارة الى أنه " حشدي" ايضاً، حشدي ملبي لنداء مرجعية النجف الأشرف المقدسة، حشدي بمعنى عراقي يوالي هذه الجغرافيا، ويعتز بهذا التاريخ، ويضحي من اجل هذه الخارطة، حشدي بمعنى ان هذه المؤسسة من الدولة والى الدولة، وأن التلازم بينهما واجب، لا انفصام في عرى الوثاقة بين الدولة ومؤسساتها، ولا عداء بين القائد العام للقوات المسلحة وتشكيلاته العسكرية المأمورة بأمره واشرافه وقياداته.

اي رسالة بليغة ابرقتها ايها الكاظمي، وأي ضمائر ارحت في خطوط الصد الأولى من ابناء الحشد الشعبي الذي ظلت عيونهم تربو على الطريق لعل سماع الأخبار المفرحة سيكون قادماً، وها أنت تعلنها بوضوح وبلا لبس، انا عراقي بكل انتمائي وولائي وضميري، والحشد الشعبي، عراقي بكل انتمائه وولائه وضميره العسكري.

 

علق هنا