الكاظمي والاعرجي والزرفي ثلاثة اضلاع غير متطابقة في مثلث وطني واحد

بغداد- العراق اليوم:

" أنهم قادة الصف الجديد، القادم بلا عقد الأمس، ولا أزمات متوارثة"، هكذا علق المحلل والكاتب السياسية صلاح حسن على انباء تقديم القوى السياسية الشيعية ثلاثة مرشحين جديد لرئاسة الحكومة، ومن بينهم رئيس الوزراء المُكلف ايضاً، مؤكداً ان " أمل كبير ان ينتج الحراك السياسي الشعبي قيادات جديدة وواعدة، تخلصت من أرث الماضي، وتتجه لصناعة وحدة عراقية، وتؤمن بالخارطة الواحدة، مع التعددية، ومع شيوع ثقافة المواطنة".

وبين حسن في حديث لـ ( العراق اليوم)، أن " الأطراف الشيعية انتهت الى الحديث عن طرح اسماء جديدة لتشكيل الحكومة المؤقتة، بل ان بعضها طرح بقوة اسماً جديداً تماماً، كما حصل في طرح ائتلاف العبادي للسيد الزرفي وتبني دعمه، وهذا مؤشر ايجابي برأيي مع التحفظات على طريقة تكليفه من رئاسة الجمهورية دون المرور بحلقة ترك الخيار الى الكتلة النيابية الاكبر عدداً".

وأضاف " في الحقيقة أن طرح اسم قاسم الاعرجي لرئاسة الحكومة المؤقتة، نراه موفقاً نظراً لما يتمتع به هذا الرجل من اداء مهني مشرف، ومواقف وطنية واضحة، ومقبولية أوسع في صفوف الكتل السياسية الشيعية، والكردية والسنية التي لمست منه روحاً صادقة في سبيل انهاء سجل الماضي، والتحرر من عقدته، وبدء مرحلة جديدة في بناء الدولة بمؤسساتها الدستورية، واحلال ثقافة المواطنة بدلاً عن ثقافة الطوائف والقوميات، ولذا فأن هذا الترشيح سيكون ايجابياً لو حدث ".

وتابع " كما أن الحديث عن طرح مصطفى الكاظمي كمرشح محتمل، وهذا أيضاً اراه انجازاً اخر للقوى السياسية الشيعية التي نجحت في مغادرة عقدة الاسماء الكبيرة، ولعل تجربتها المريرة مع فشل عبد المهدي كانت درساً قاسياً، ولذا فأن الكاظمي القادم من خلفية مهنية ووطنية، والبعيد كل البعد عن الصفقات، أو كواليس ما جرى في العملية السياسية، وتمتعه بأواصر وطنية قوية مع كل الشركاء في العملية السياسية، سيكون له انعكاس ايجابي جداً على الوضع العراقي، ويؤمن له استقرارًا لم تحظَ به أي حكومة منذ 2003، وهنا نسجل اعجابنا بخيارات الشارع العراقي ايضاً الذي كان ذكياً في تشخيص المهني والوطني البعيد عن الاضواء، الكثير الانجاز والفعل على ارض الواقع".

وتابع أيضاً، أما " تكليف الزرفي الذي جرى، فنعتقد جازمين ان الزرفي لا يقل وطنيةً ولا انتماءً عن الاعرجي والكاظمي، بل هو ايضاً يحمل توجهاً عراقياً واضحاً، فضلاً عن سجل مشرف مجابهة الدكتاتورية، والنهوض بالنجف حينما عمل فيها محافظاً، لكن ما يحسب عليه، هو تهوره بعض الشيء واندفاعه غير المحسوب احياناً، وهذا قد يفتح باب التصادم السياسي أو الامني في ظل ظرف دقيق وحساس يعيشه العراق، ونعتقد ان للرزفي حضور في مستقبل العملية السياسية، لكن المأمول منه، ان لا يتحول الآن الى نقطة تفجير وتأزيم الأوضاع في البلاد، وأن يؤمن أن بدلائه المطروحين الان ليسو اقل وطنية او كفاءة منه، بل هم ضمن مشروع عراقي وطني صرف، ومن يجر القطار خلفه وينجح في عبور محطة التعثر هذه، سيكون قد ادى ما يطمح به الزرفي من خلال التصدي لهذه المهمة".

علق هنا