بغداد- العراق اليوم:
اليوم سيكتب الحزب الشيوعي الصفحة الأولى في سجل طويل من صفحات مسيرته الحافلة، وسيكون على موعد جديد مع استحقاقات وطنية دقيقة في ظل أوضاع صعبة يشهدها العراق، ويمر فيها بمنعطف خطير يتهدد كيانه كدولة، ويشكل تهديداً أيضاً لبنيته المجتمعية التي أستطاع الحزب الشيوعي العراقي أن يكون مصهراً كبيراً وحقيقياً لتذويب الهويات الفرعية التي شكلت وتشكل الآن العائق امام انطلاق أي مشروع وطني يبني العراق ويعيده لسابق عهده، سيداً لنفسه ومستقلاً ناهضاً بين الدول المتحررة. يقول المراقب السياسي صلاح حسن لـ (العراق اليوم)، أن " تاريخ الحركة الشيوعية في العراق حافل، ومليء بالتحديات والصعوبات، ولربما الانتكاسات المتكررة أيضاً، وأيضاً الاخفاقات التي قد تسببت بها اخطاء تقديرية، أو غياب ستراتيجيات ناجحة، بل والأهم حرص الحزب الشيوعي العراقي على الوحدة الوطنية، وخوفه الدائم من تشظيها مجتمعياً كانت السبب الأهم، وراء توقف الحزب عن اتخاذ مواقف صعبة، أو ثورية بصبغة عنفية، فالحزب مع أن البعض يصنفه في إطار الحركات الراديكالية، لكنه بالفعل يملك في جوهره البنيوي نظرة ديمقراطية، ويعمل وفق الخصوصية العراقية، ويريد أن يبني نموذجه الخاص، متشاركاً مع القوى والتشكيلات الاجتماعية". ويضيف أن " الحزب تعرض لظلم كبير، وتعرض لتهميش واقصاء وتنكيل، وقدم عشرات الاف من الشهداء على مقاصل الحرية، وكان يبحث دوماً عن حلول عادلة لقضايا الوطن بعيداً عن الاستئثار الايدلوجي، ولم يستخدم ما نسميه بالغدر الثوري، أو لم تكن تعمل لديه فكرة المؤامرة للوصول الى الحكم". ويتابع حسن: " إن الحزب الشيوعي حزب ميثاقي ان صح هذا التعبير، بمعنى هو يبحث عن ميثاق وطني وإطار سياسي شامل لكل القوى السياسية من إجل انضاج نظام حكم يحقق العدالة الاجتماعية، ويدير البلاد وفق رؤية واقعية تخدم مصالح الشعب، ولذا فأن الحزب كان حاضراً في الجبهة الوطنية العراقية التي تشكلت عام 1957 والتي مهدت لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، وكانت الأرضية السياسية الداعمة لحركة الضباط الأحرار، برفقة احزاب وطنية كحزب كامل الجادرجي ( الحزب الوطني الديموقراطي) وغيرها من القوى التقدمية العراقية". فيما يرى الكاتب علاء البصري أن الحزب الشيوعي العراقي أذ يطوي عاماً جديداً في مسيرته النضالية، فأنه مطالب بأتخاذ خطوات اكثر فاعلية في سبيل اعادة الانفتاح على الشباب العراقي، الذي يريد ويطمح الآن لقيادة تغيير سلمي وحقيقي، وأن يأخذ فرصته في القيادة والوصول بالبلاد لضفة الأمان، وصار مدركاً - اي الشباب- ان القوى الدينية- القومية لاتقدم أي مشروع لبناء وطن، بل هي يافطات في الغالب لمشاريع خاصة أو اقليمية. ويضيف أن " الحزب أذن مطالب بطرح ورقة نقاش حقيقية للشارع العراقي، والشباب بشكل خاص، وأن يعمل على تكريس روح الممارسة السياسية في صفوفهم من خلال فتح تنظيماته الحزبية، وأن يكرس مشروعه السياسي بافتتاح معاهد ومنتديات فكرية متعددة، وأيضاً الاعتماد بشكل أكبر على التقنيات الحديثة من إجل الوصول الى الشباب والتواصل معهم في خدمة مشروعه السياسي، وهو مشروع وطني ديمقراطي، حقيقي، تقدمي، ونعتقد أنه المشروع الأهم والأكثر جدارة لتحقيق آمال وتطلعات الشباب العراقي المُحتج منذ الاول من أكتوبر الماضي والى الآن".
*
اضافة التعليق