بغداد- العراق اليوم: استيقظت في صبيحة الثامن عشر من كانون الثاني 2020 بعض الأسر في منطقة الطالبية على رسائل تهديد وضعت امام دورهم السكنية تدعوهم الى دفع مبالغ مالية تتراوح ما بين (5 الى 10 ملايين) دينار لكونهم لم يشتركوا في (تظاهرات أكتوبر) بذريعة ان تلك الأموال سترسل الى عائلات "الشهداء", لكن التحقيقات كشفت ملابسات تلك القضية والتي كانت الغاية منها تحقيق منافع شخصية ليس الا، ولا علاقة لمن قام بها بالتظاهرات.
امام قاضي التحقيق في محكمة الشعب مثل المتهم بالقضية "م.ع" الذي أفاد قائلا: "إنني من سكنة منطقة الطالبية ومن مواليد 1963 وقبل عشرين يوماً ساءت ظروفي المادية بشكل كبير لكوني استدنت مبلغاً مالياً "بالفايز" تعرضت على اثره لمضايقات وتهديد بالسجن في حال عدم تسديده مع مبالغ أخرى كانت بذمتي ففكرت بموضوع للخروج من ضائقتي المالية، لتخطر ببالي فكرة تكمن بكتابتي رسائل تهديد وإرسالها إلى عدد من جيراني في المنطقة من ذوي الدخل الجيد".
وأضاف قائلا:نفذت خطتي لأقوم بكتابة الرسالة والتي مضمونها لصاحب الدار (يجب ان تدفع مبلغ 5 او 10 ملايين دينار) لكونكم لم تشتركوا في التظاهرات منذ انطلاقتها وان تلك الاموال ستوزع على عائلات شهداء التظاهرات.
وتابع "قمت في رسالة التهديد بتحديد أماكن دفع المبالغ، الأول كان في الاسواق التابعة لي لكونها معروفة في المنطقة، أما الثانية ومن اجل إبعاد الشبهات عني حددت صالونا نسائيا في منطقتنا لكوني على يقين بأن الجميع سيتوجهون الى الاسواق للدفع، اضافة الى قيامي بوضع طلقة نارية داخل الظرف الذي حوى رسالة التهديد من اجل إخافتهم".
وقد نوه المتهم الى أن رسالته تضمنت شرحا لعملية التسليم، إذ طلبت منهم وضع المبلغ بكيس اسود والذهاب الى احد المكانين المحددين وتسليمه هناك على أنها أمانة وسيتم حضور شخصين لاستلام المبلغ مع تأكيدي لهم بعدم تبليغ السلطات لأننا سنقوم بمراقبتكم، وفي حال التبليغ سنخطف احد افراد عائلتك لتضطر الى دفع ضعف المبلغ لإطلاق سراحه.
ثم أضاف قائلا: ارسلت التهديد الى منازل عدة أشخاص، كان بضمنهم الشخص المشتكي الذي كان سببا باعتقالي، إذ حضر الى محلي لكونه على علاقة مسبقة بي وسألني فيما إذا كان هناك اشخاص قد سألوا عنه اليوم، لأجيبه بالإيجاب قائلا أن هناك شخصين قد سألوا عنك فذهب دون أن يتحدث عائداً لمحلي في مساء اليوم ذاته ومعه كيس اسود وقال لي هذه الأمانة سلمها الى الأشخاص ان جاؤوا اليك مرة أخرى.
ويضيف المتهم قائلا "طلبت من المشتكي أن يضعها على احد الرفوف في المحل وبالفعل وضعها وخرج وبعد خروجه فتحت الكيس وإذا بداخله أوراق بيضاء اللون على شكل ارواق نقدية، لأقوم برميها في سلة النفايات بالمحل ولم تمض ساعة حتى عاد المشتكي لمحلي مرة اخرى وبصحبته شخصين ليسألوني فيما اذا جاء احد واستلم الامانة فقلت له نعم، حينها قاموا بتفتيش المحل لكنهم وجدوا الكيس والأوراق داخل سلة النفايات".
وأوضح المتهم ان الشخصين الذين كانا برفقة المتشكي اتضح انهم مكتب مكافحة الإجرام وقاموا باعتقالي.
واضاف: بالرغم من ارسالي الرسائل الى عدة اشخاص الا انه لم اقم باستلام اي مبلغ من احد رغم مرور 10ايام على ارسال الرسائل.
وتشهد العاصمة بغداد والمناطق ذات الغالبية الشيعية في وسط وجنوب البلاد منذ اوائل شهر اكتوبر من عام 2019 احتجاجات تطالب بتنحي الاحزاب والقوى السياسية الحاكمة التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والارتباط بجهات خارجية وكذلك اجراء انتخابات مبكرة.
*
اضافة التعليق