هل السكوت علامة الرفض أم الرضا يا سماحة السيد!

بغداد- العراق اليوم:

نشرت الصفحة المقربة من السيد مقتدى الصدر، المسماة بإسم " صالح محمد العراقي"، التي وثقها السيد الصدر، وقال عن من يديرها أنه وزيره، وأنه ينقل آراءه وافكاره للعراقيين جميعاً، ولأتباعه بشكل خاص، نقول، نشرت هذه الصفحة، منشوراً طرح فيه الصدر ثلاثة مرشحين، بعد سقوط مرشح البناء أسعد العيداني، اثر رفض رئيس الجمهورية برهم صالح لتكليفه، حيث أن صالح العراقي، طرح للجمهور والمتظاهرين، ثلاثة أسماء هو قال، والكل يعرف أنها مقبولة وذات شعبية واضحة، واذ جاء في منشور العراقي في السادس والعشرين من ديسمبر الجاري، أنه " وبعد البحث والتقصي، استطعتُ الوصول الى نتيجةِ اجمالية بخصوص مرشح رئاسة الوزراء، المرضي اجمالاً من الشعب، بعد أن يقدم برنامجه وتحدد فترته، وتكتب مهامه،... والمرشحون هم : مصطفى الكاظمي، رحيم العكيلي، فائق الشيخ علي"...الخ. 

طبعاً، كصحافة متابعة، وكناشطين، قرأنا ان هذه الترشيحات التي تلت اعلان صالح رفضه لأي مرشح "جدلي"، تأتي في اتجاه مساوق لمطالب ساحات الاحتجاج الشعبي، لاسيما وأن الاسماء الثلاثة التي عرضها "العراقي "، أنما هي اسماء وازنة، وتحظى بمقبولية شعبية جيدة، وسمعة تؤهلهم للعبِ دور محوري في تأريخ العراق المعاصر، لاسيما الاستاذ مصطفى الكاظمي، العقل الوطني الناضج، والعين الساهرة، واليد الضاربة التي أعادت بناء صرح أمني في العراق، وأسست لـ"داتا" هائلة عن كل تحركات مشبوهة، وإرهابية، وقطعت دابر الإرهاب ودكت أوكاره، فكان هذا الخيار ناضجاً حتى قبل أن تطرحه صفحة العراقي كما قلنا، كذلك الحال مع القاضي الشجاع رحيم العكيلي، فالرجل يشفع له تأريخه المهني، وإنجازاته الحافلة، كما ان للرجل سمعة وطنية مقبولة، وشعبية لا بأس بها، ولذا يكون ترشيح " صالح العراقي" بمثابة تحصيل حاصل.

وحتى مع المرشح الثالث فائق الشيخ علي، فهذا الرجل المثير للجدل، يحظى بمقبولية شعبية جيدة، وله باع سياسي ونضالي لا يمكن لمنصف اخفائه أو انكاره، فكان الترشيح له بمثابة تفسير الماء بالماء، بعد بحث وتقصي!!

لكن المثير والغريب، أن " صفحة وزير الصدر" كما يحلو للبعض تسميتها، عادت وبعد أٌقل من 24 ساعة فقط، لتعلن سحب ترشيح الشخصيات المذكورة، بدعوى أن المتظاهرين العراقيين لم يتفاعلوا معها، وسكتوا عن هذه الترشيحات، ولا نعرف لم قرأ " وزير الصدر" السكوت على أنه رفض، في حين أن " العرف" والقاعدة الاجتماعية، تقول أن " السكوت علامة الرضا"، وأن عدم رفع صور أو أسماء الاشخاص الثلاثة في ساحات الاحتجاج مدموغة بعلامة " X"، أنما هو أشارة كافية لمقبولية هؤلاء المرشحين، وأن هذه الرسالة هي الأبلغ والأوضح، فمع كل ترشيح سابق كان يظهر الرفض سريعاً وغاضباً، ولكن هولاء الاشخاص بقوا بمعزل عن مثل هذا، فألا تكفي هذه الدلالة على المقبولية الشعبية التي يحظى بها مرشحو الشعب العراقي؟.

ولكن أذا اردنا أن نقرأ الأمر، على أنه خطوة لأحراق ورقة هذه الشخصيات، والتخلص منها عبر هذه الطريقة، فأننا نسجل علامات تعجب عديدة على الرغم من إننا لا نتفق مع اصحاب هذا الرأي، وتعجبنا يأتي من كون السيدين مصطفى الكاظمي ورحيم العكيلي لم يرشحا نفسيهما لهذا الموقع قط، وأظهرا تحفظهما من إبداء أي رأي سياسي علني، خصوصاً الكاظمي، لكنهما كانا خياراً مقبولًا يلجأ اليه العراقيون المحتجون منهم وغيرهم، للتعبير عن رمزية استقلالية ووجود شخصيات حقيقية يمكنها العبور لضفة الأمان بالعراق وبأهله، فلماذا تعجل "صالح العراقي" بهذا الموقف الذي أراد به إسدال الستار على خيارات شعبية ناجحة، وهل تكفي هذه الطريقة لتمرير مرشح أخر ؟ " 

ننتظر قادم الأيام فربما ثمة عودة أخرى من قبل السيد الصدر لهذه الأسماء، خصوصاً وإن صالح العراقي لم يستقر على خيار معين لغاية الآن.

علق هنا