بغداد- العراق اليوم: عبد الحميد الصائح
من البلاوي التي حصدتها مدينة الناصرية الثائرة الآن هو انشاء سجن الحوت ، سجن سيء السمعة يضم المحكومين بقضايا الارهاب من الدواعش الذين اعترفوا بقتل المئات من العراقيين ، اسوأ ما حصل هو اختيار موقعه اللئيم حيث يقع بالقرب من المناطق الاثرية السياحية التي تضم زقورة اور الشهيرة ، تشديد الاجراءات الامنية حوله وتوقف شبكة الهاتف في محيطة يجعل الذهاب الى المناطق الاثرية مقرفا عند المرور بجانب تلك البناية المريبة الضخمة التي انشئت على عشرة هكتارات ارض تعد من اقدم المناطق في الوجود.
يضم السجن حسب معلومات مباشرة حتى امس عشرة الاف وثمانمئة سجين محكوم اغلب الاحكام مصدقة وتنتظر التنفيذ تمتنع رئاسة الجمهورية عن التوقيع عليها ، وهناك جهات حكومية واحزاب نافذة تتهاون ايضا في ذلك والسبب الرئيس هو مقاولات تغذية هؤلاء الدواعش ، حيث تبلغ تكلفة تغذية السجين يوميا عشرة الاف دينار عراقي ، وتخيل تغذية احد عشر الفا يوميا ولمدة شهر ولسنة ، بالاضافة الى تجهيز الحوانيت التي يقتني النزلاء حاجباتهم منها بمبالغ من اهاليهم الذين يزورنهم من (خارج) وداخل العراق ، فساد وتواطؤ يجعل هذا السجن حجرا ثقيلا على قلب المدينة بالاضافة الى الرعب الذي يصيب سكانها وهم يسمعون عن هروب السجناء من السجون العراقية بناء على صفقات من المتنفذين تصل الى مئات الملايين.
ماهو دور الدولة في التشديد على حماية هذا السجن الرهيب الغريب على ارض المدينة ، وكيف يمكن الوثوق بها وهي تحتمي بمدنيين مسلحين او بالعشائر لحمايتها او لحل مشاكلها مع المتظاهرين.
في لقاء لي عام 2015 مع الرئيس السابق فؤاد معصوم سالته عن مصير المحكومين بارتكاب جرائم ارهابية من الدواعش ولماذا يمتنع الرئاسة عن البت في امرهم ، اشار الى ان هناك امورا سياسية وراء ذلك ، الححت عليه ان يشرح ماهي ، تردد في ذلك وبقي الامر غامضا.
لست حقوقيا ، ولا ادعم مبدأ الانتقام ، او التحريض على الموت ، لكن الدولة التي تقتص ولاتنتقم كما يفترض لابد ان تجيب الناس عن مصير احد عشر الف محكوم باحكام مختلفة ، يعيشون داخل مدينة صغيرة ، ماتستاهل كل ذلك .لماذا لاينقلون السجن الى المنطقة الخضراء كي يكون محاط بصناع القرار ولم يعد منسيا.
الناصرية التي يرسلون طلبتها الى تكريت ايام الاحتلال الداعشي كي يذبحوا في سبايكر على يد الدواعش بدل تدريسهم في مدينتهم ، وياتون بالدواعش المحكومين الخطرين ليسجنوا بين اهاليهم ، مدينة مستفزة دائما ، فالى متى تستفزون هذه المدينة واهلها.
*
اضافة التعليق