بعد الاطاحة بعبد المهدي، هل أتى دور اقالة الحلبوسي وبرهم صالح؟

بغداد- العراق اليوم:

بعد أن انتهت الثورة الشعبية الى الاطاحة برئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي وحكومته، يبدو أن سقف المطالب الشعبية لا يزال مرتفعاً لاسيما في ساحات التحرير وساحات الاحتجاج الشعبي المنتشرة على طول الخارطة العراقية، ولا يزال الشعب يريد أن يمارس دوره أكثر في اقصاء هذه النخبة السياسية التي يتهمها بالفشل والفساد والعمل لصالح الغير، وهدر موارد البلاد، حيث تصاعدت الصيحات المنادية برحيل ما تبقى من الرئاسات الثلاث، وإسقاط رئيس الجمهورية برهم صالح الذي وصفوه بعراب الفساد وراعي المحاصصة الأول، وأنه أتى ضمن صفقة واضحة أتت بعبد المهدي ومحمد الحلبوسي الذي اتهمه المتظاهرون بالطائفية والمناطقية، كما أنه أحد اركان لعبة 2018 التي انتهت الى كارثة.

وينادي المتظاهرون في اكثر من ساحة بضرورة رحيل كل اقطاب الصفقة ( التي صنعتها توافقات داخلية وخارجية بنسبة أكبر بحسب تعبيرهم)، مؤكدين أن اسقاط عبد المهدي لوحده لا يعني الانتهاء من تحقيق مطالب الثورة الشعبية.

وقال متظاهرون، أن " استكمال حلقات هدم نظام المحاصصة هدفنا، فيجب الآن اقالة رئيس الجمهورية وإزاحته عن المنصب، وحل مجلس النواب لنفسه، والبدء باطلاق عملية ديمقراطية حقيقية، لا زائفة كما كان يحدث في السنوات السابقة".

وطالبوا أن يكون الرحيل جامعاً مشتركاً لكل هولاء، فما معنى أن يرحل عبد المهدي ويبقى شريكاه في المحاصصة محمد الحلبوسي وبرهم صالح متربعين على سدة الحكم، مشيرين الى أن " اسقاط صيغة المثلث المقدس يجب أن تكون حاضرة، فلا تثليث بعد الآن، والاستحقاق الوطني هو المقدم، والكفاءة والقدرة والشجاعة والأمانة هي من تؤهل صاحبها للمواقع المتقدمة، فقد أنتهى عصر التحاصص الى غير رجعة، والناس تنتظر حلاً جذرياً لكل الأزمات، لا لعباً على الحبال، ومحاولات لتدوير ذات الوجوه العتيقة التي اكلت من خيرات البلاد ونهبته، ولكنها تعمل لمصالحها الذاتية ومصالح من استئجرها".

واشاروا الى أن " الثورة ترفض أيضاً البعث واذنابه ومجرميه، الذين افلتوا من العقاب اللازم والرادع لكل ما اقترفوه، بل ساهم الفساد والتراخي في تسللهم الى الحياة العامة مجدداً، مختبئين تحت العناوين الطائفية والقومية وأسهموا في تدمير العراق مجدداً، فلا عودة للوراء ابداً، ولا يمكن السماح برجوع عقارب الساعة للخلف، فقد أنتهى عصر الدكتاتورية وها هو عهد المحاصصة والفساد يلفظ انفاسه، ولن يبقى لهذه الأنظمة اثر في الحاضر العراقي أو في مستقبله ما دام الوعي الشعبي متقداً ويقظاً من خطر الثورات المضادة التي تلتهم نضالات الشعوب وتصادر ارادتها الحرة في اختيار شكل النظام الذي يناسبها".

علق هنا