بغداد- العراق اليوم:
هادي جلو مرعي من هم المتقاعدون؟ هم فئة إجتماعية تتكون من الرجال والنساء الشجعان الذين خدموا في قطاعات مؤسساتية مختلفة لمدى عقود من الزمن، وقدموا خلاصة أفكارهم وجهدهم وعطائهم، وتمكنوا من إدامة الدولة، وتقديم الخدمة لبقية الأفراد في المجتمع، كما نجحوا في تربية وتنشئة أجيال من البنات والشبان المؤهلين للإندماج في المجتمع. وصل هولاء الى مرحلة عمرية لم يعد ممكنا معها إستمرارهم في العمل، وحلت محلهم مجموعات من العاملين في القطاعات التي كانوا يخدمون فيها، وتمت إحالتهم على التقاعد، ولكنهم لم يتقاعدوا عن الحياة، بل إستمروا فيها، ولعل كل واحد منهم لديه مشروع حياة، أو مايزال ينفق على اسرته، أو إنه مسؤول عن فرد من افرادها على الأقل، وبالتالي هو بحاجة الى الرعاية والدعم. هناك من المتقاعدين من هو بحاجة الى المزيد من الراحة والعلاج والترفيه والنقاهة، والشعور باهميته الإنسانية، ووجوده كفرد صالح قادر على تقديم شيء ما للمجتمع الذي يعيش فيه، ولذلك تعمل مؤسسات خاصة في العديد من دول العالم على تهيئة الظروف المادية والمعنوية التي تتيح للمتقاعد أن يشعر باهميته ووجوده وإنسانيته، وهي ليست محل شرح الآن. الحكومة العراقية ذبحت المتقاعدين من الوريد الى الوريد، وقامت بأكبر عملية نصب وإحتيال عليهم وفقا للقانون حين إستغلت حاجتهم الى سلف مالية، وهم يعيشون ظروفا قاهرة في بلد إستهلك اجسادهم وأرواحهم، وحطم إنسانيتهم، واصدرت تعليمات خاصة الى بنوكها لمنح تلك السلف على أن تستعيدها مضاعفة منهم، وبفوائد عالية، وتستقطعها من راتب التقاعد الشهري. أحدهم قدم طلبا للحصول على تلك السلفة لأنه إستدان مبلغا ماليا من صديق لمواجهة مشكلة مادية صعبة، وحين إستلم مبلغ السلفة قدمه للصديق، وبقي بلاراتب لأن معظمه تحول الى خانة السداد الشهري، وبقى هو بلاحول ولاقوة. شكرا لحكومة عادل عبد المهدي.
*
اضافة التعليق