بغداد- العراق اليوم: بقلم عماد العصاد
من بين الصفحات المشرقة والمنسية في تاريخ مقاومة العشائر العراقية للاحتلال البريطاني ثمة موقف بطولي نادر سجلته عائلة ال عصاد - شيوخ قبيلة عبادة - تضامنا مع شيخ قبيلة بني اسد سالم الخيون. تقول دفاتر التاريخ ان الانكليز حين بسطوا سيطرتهم على مدينة الناصرية عام 1917 نصبوا فخاً لإختطاف الشيخ سالم الخيون ! جاء كولونيل انكليزي بمركب كبير مجهز بالعدد والعدة والذخيرة وطلب من الشيخ الخيون ان يصطحبه في جولة داخل الاهوار لمعرفة طبيعة تلك المنطقة. هيأ الكولونيل ذلك المركب وطلب من الشيخ الخيون ان لايصطحب معه أحداً من افراد عشيرته سوى حارسه الشخصي. بعد دقائق على انطلاق المركب باتجاه الاهوار ابلغ الكولونيل الشيخ الخيون بانه بات معتقلاً لدى السلطات البريطانية ، فاسقط بيد الشيخ واستسلم لقدره. ما ان علم شيوخ عباده( ال عصاد)بامر الشيخ الخيون حتى اتفقوا على انقاذه وتخليصه من محنته. اتجه علي ال عصاد ومعه عدد من ابناء عشيرته لتنفيذ خطة لانقاذ الشيخ الخيون. نجحوا في الوصل الى المركب الذي يقله سباحة ، وصعد خلسة من بين العساكر الى الشيخ الخيون وطلب منه اصطحابهم ،وتعهد له علي العصاد بانه سيحمله على اكتافه والذين معه من عبادة سيقومون بمشاغلة الانگليز حتى وصولهم الى الساحل، وقد اخبروه انهم جاءوا لتحريره من الاسر ، وقال له ماعليك الا ان تصعد على كتفي وستجد نفسك في الضفة الاخرى من اليابسة . رفض الشيخ الخيون خشية من وقوع فتنة بين عشائر العراق وقوات الاحتلال البريطاني. على اثر ذلك قامت قوات الاحتلال بنقل عائلة سالم الخيون الى مركب صغير وضعته في اهوار الجبايش واصدرت قرارا بقصف اي بيت يأويهم . حين علم الحاج شريف العصاد رئيس عام عشائر عبادة بذلك، تحدى الانكليز وذهب مع عدد من رجال عشيرته، ونقلوا عائلة سالم الخيون المكونة من والدة سالم وزوجته وابنه ثعبان الى منطقة عبادة واسكنوهم في داره المحاذية من مضيف ال عصاد. ذات مساء، وبينما كان عبد الحسين ال عصاد ابن الشيخ شريف جالسا عند باب مضيفهم، جاءته والدة سالم الخيون وطلبت ان تقابل والده الحاج شريف العصاد فاخبر والده الذي امر باحضارها فوراً. قالت له مخاطبة الشيخ شريف: مهما فعلنا لايمكننا ان نجازيك، وان نفيك حقك في الشجاعة والكرم والتضحية والاباء ، ثم اضافت : ان سالم الخيون مهما فعل لايستطيع ان يقدم لك مايوازي موقفك الكبير. ضحك الشيخ شريف وقال لها : حين قمت بما قمت به لم اكن انتظر جزاءا من سالم الخيون فجزائي عند الله ، وان ماقمت به هو واجب املته علي قيم المروءة والوطنية فلا فضل لي عليكم ، ولا شكر على واجب.وفي بداية عام 1919 أعادت القوات البريطانية سالم الخيون من منفاه في الهند، وكانت تخضع للمستعمرات البريطانية انذاك . هذ الموقف التاريخي النادر بدلالاته في الشهامة والوفاء والتضحية والوطنية ترك اثراً في بطون الكتب والتاريخ وسجل باحرف من نور .
لقد ارسل الشيخ بدر الرميض بيتاً من الابوذية الى الحاج شريف العصاد رئيس عام عشائرعبادة : ( زرعت الصبر بين اچلاي ورد وسگيته من دمع عيناي ورد وحياتك ما اهم بالراح ورد اهم بيام فرگاهم عليه )
فرد عليه الحاج شريف العصاد:
( زرعت الصبر بين چلاي ورمه وعلى گللب الخصيم انصير ورمه اشتهت روحي بحلگ الطوب ورمه ولاذله بعمامي ودگر ليه )
فاجابهم سالم الخيون : ( زرعت الصبر بين اچلاي وثار نعود ونطلب العتبات وثار لون انه يطمني الگبر وثار بحكم منكر واريد الصار بيه)
*
اضافة التعليق