بغداد- العراق اليوم:
أحمد عبد السادة
عثور الحشد الشعبي والجيش على أسلحة وأعتدة وعبــــوات ناسفــــة ومواد تستخدم بصناعة المتفجــــرات وأوكار إرهــــابية (مضافات) وزوارق يستخدمها الدواعـ.ــــش في الطارمية والقرى المحيطة بها، هو أمر يؤكد بأن تنظيم داعــ.ـــش الإرهــــابي مستقر ومتجذر في الطارمية، كما يؤكد صواب الدعوات السابقة لشن عمليات عسكرية لتطهير الطارمية خصوصاً ومناطق حزام بغداد عموماً من داعــ.ـــش وحواضنه، الأمر الذي يمنح أهمية كبرى لعمليات "إرادة النصر" العسكرية التي تجري حالياً في الطارمية ومناطق شمال بغداد. المفرح والمشجع بالأمر في عمليات "إرادة النصر" هو أن الحشد يشارك بشكل قوي وفاعل ورئيسي في تلك العمليات، وهو أمر يمنح أملاً كبيراً باستئصال الإرهـــــاب بشكل نهائي وجذري من الطارمية وأخواتها، نظراً لتجارب الحشد السابقة والناجحة باستئصال الإرهــــاب تماماً من مناطق شبيهة بالطارمية. طالبت سابقاً بأن يكون ملف الطارمية بيد الحشد الشعبي تحديداً، ليس من منطلق عدم الثقة بالجيش، فالكثير من قادة ومنتسبي الجيش أبطال وشجعان ومخلصون، ولكن من منطلق نجاح الحشد في ملفات مشابهة لملف الطارمية كملف (جرف الصخر)، ومن منطلق وجود تواطؤ وتخادم بين (بعض) ضباط الجيش وبين الدواعـــــش الموجودين داخل الطارمية - وأغلبهم بالطبع من سكانها! -، وهذا التخادم "القاتـــل" يقضي بدفع مبالغ مالية معينة من قبل الدواعـــــش لبعض الضباط، تلك المبالغ المستحصلة من استثمار الدواعـــــش لبحيرات الأسماك في الطارمية، مقابل السماح لهؤلاء الدواعـــــش بإدخال السلاح والعتاد والإرهـــابيين للطارمية وتحويلها إلى بؤرة ومنطلق لنشاطات إرهــــابية تتمدد خارج الطارمية في بغداد وصلاح الدين وديالى والأنبار، وهذه حقيقة لا بد من ذكرها. استناداً لذلك أقول بأن ملف الطارمية الحساس والمعقد يحتاج إلى منظومة عسكرية مختلفة وإلى أداء أمني مغاير، ولا شك أن الحشد الشعبي هو الجهة المرشحة والمؤهلة الأكبر لمسك هذا الملف، نظراً لتجارب الحشد الناجحة في تحرير المناطق الوعرة جغرافياً واجتماعياً ومسك أرضها بصلابة، ونظراً لاستحالة اختراق الحشد من قبل الدواعـــــش وداعميهم.
*
اضافة التعليق