بغداد- العراق اليوم: بقلم الفريق/ الركن احمد عبادي
بعد عام 2003 وعلى هامش الفراغ الامني الذي حصل في العراق برزت جملة من الظواهر الشاذة والغريبة على المجتمع العراقي المعروف بالالتزام الاخلاقي والديني، ومن بينها "فتح محلات بيع الخمور باعداد كبيرة داخل بغداد وباسعار مدعومة من قبل منظمات مجهولة المصدر، وكذلك تجارة المخدرات والاسلحة وبيوت الدعارة وصالات المتحولين جنسياً وقاعات القمار.. وعند البحث عن مصادر ترويج وتوفير انواع وسائل التفسخ الاجتماعي والاخلاقي، وعند تتبع نشرها نجد المصدر واحداً، وهو محطات الموساد الاسرائيلي المنتشرة بكل ارجاء العراق تحت مسميات واغطية متنوعة. وعند وضع تلك الظواهر الشاذة بالتحليل والدراسة والتعمق فيها تظهر لنا مجموعة من الاسئلة مثل: ماهي الاهداف التي يتوخاها المصدر الرئيسي، واين تذهب الارباح المتحققة من تلك التجارة؟! لماذا يستهدف الشباب العراقي وخصوصا المراهقين منهم؟ لازال هنالك فراغ امني يتعلق بتحجيم ومتابعة مثل هكذا حالات التي ربما تكون مقصودة، او لضعف في المتابعة، او أن اجهزتنا الامنية لم تدرك حجم هكذا تهديد فتاك. ويقيناً أن الهدف الرئيسي هدم القيم الاخلاقية للمجمتع العراقي مع هكذا تجارة، التي هي افضل مصادر تموين للمنظمات الارهابية السرية بالبلاد. وقد يؤخذ الموضوع بشكل بسيط من قبل اصحاب العقول السطحية والساذجة، بخاصة لو سمحنا لهذا العدو الفتاك ان يواصل عمله لمدة عشر سنوات، وقتها سنجد الشباب العراقي لاسمح الله غارقاً بمستنقع الرذيلة وضائعاً تماماً، في الوقت الذي فيه الشباب ثروة العراق الحقيقية وأمله الأوحد، وكلنا مسؤولون عنهم امام الله والتاريخ. لذا فمن الواجب الشرعي والاخلاقي والوطني ايقاف هذا الخطر القاتل، ومحاربة هذا التهديد كما حاربنا الدواعش واعوانهم، فنحن اليوم نحتاج الى وقفة وطنية وانسانية من قبل الجميع لتشخيص العناصر المروجة والناقلة، لاسيما تجار هذه السموم، واخبار لاجهزة الامنية عن انشطتهم الاجرامية، ومحاربتهم بكل قوة، وعدم السماح لهم بتنفيذ اهدافهم التخريبية التي تستهدف مستقبل البلد، فهو واجب وطني تقع مسؤوليته على كل مواطن شريف محب للعراق، حيث يتوجب ان يقف المواطن مع الاجهزة الامنية والاستخبارية لاجتثاث هذا السرطان الاخلاقي، وقبل ذلك الاخبار عن كل من تسول له نفسه بنشر هكذا تجارة، فهؤلاء التجار هم برأينا اخطر من داعش. انصروا العراق وحافظوا على الشباب قبل فوات الاوان..
*
اضافة التعليق