بغداد- العراق اليوم:
(عن ضرورة أن تكون بعض الأنظمة منبـــوذة ومدانـــة)
أحمد عبد السادة
بعد جريمـــة إعـــدام الشيخ نمر النمر التي ارتكبها النظام السعودي.. اقتحم متظاهرون إيرانيون مبنى السفارة السعودية في طهران احتجاجاً على بشاعة تلك الجريمـــة. كان هذا الاقتحام الذي أعقبه قطع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية أفضل رد يمكن أن يوجه للنظام السعودي الوهابي الدمـــوي الطائفي الذي يصنع ويدعم الإرهــــاب والتخريب والفوضى في المنطقة، ويقتـــــل مواطنيه لأسباب طائفية، ويخوض حــــرباً وحشيــــة ضد شعب اليمن المسكين والمحاصر. وللمعترضين على هذا الرد أقول: ما هو الرد المناسب برأيكم ضد نظام قاتـــل ومخـــرب ومستهتـــر لا يقيم وزنا لحياة البشر ولا يعبأ بسيادة وحدود الدول المحيطة به ولا يحترم حقوق الإنسان ولا يلتزم بالمواثيق الدولية والعلاقات الدبلوماسية بين الدول؟، وما هي الجدوى والأهمية في إقامة علاقات مع هكذا نظام مجــــرم و"عدو" من المفترض أن يكون منبوذاً ومطروداً ومداناً على الصعيدين الإقليمي والدولي؟. هذا الكلام الذي يصف النظام السعودي ينسحب كذلك على النظام البحريني الذي يقتـــل ويسجـــن ويقمع غالبية شعبه لأسباب طائفية، والذي يسقط الجنسية عن بعض مواطنيه "الشيعة" المعارضين والمنتقدين له ويمنحها للبنغلاديشيين والاندنوسيين وغيرهم بهدف تقليل نسبة سكان الغالبية الشيعية في البحرين، وذلك فضلاً عن مشاركة النظام البحريني للنظام السعودي في أغلب جرائمــــه وخاصة في الحــــرب الظالمــــة ضد اليمن. وقد توج النظام البحريني سيرته الســــوداء باحتضانه لما يسمى "الورشة الاقتصادية" لصفقة القرن التي هي بالنهاية عبارة عن مؤامــــرة دولية ضد كل الدول والجهات والقوى التي لا تعترف بالكيان الإسرائيلي غير الشرعي وتتصدى لوجوده السرطــــاني ودوره التخريبـــي الضــــار في المنطقة، ولا شك أن العراق (الحشد الشعبي تحديداً) مندرج ضمن الجهات المستهدفة في أجندة الصفقة، وهذا الأمر أعلنه نتنياهو بشكل واضح حين أشار لشيعة العراق ولفصائل المقاومة الشيعية في سياق تحدثه عن أعـــداء وخصوم إسرائيل، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك جمعه بمستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون مؤخراً!!. وهذا الأمر يعني بأن النظام البحريني منخرط بمؤامــــرة ضد العراق وضد دول وقوى محور المقاومــة، وأيضاً ضد كل الجهات غير المعترفة بالكيان الإسرائيلي، بل أن هذا النظام ركن أساسي من أركان هذه المؤامـــرة باعتباره حاضناً ومستضيفاً لها، وبالتالي فإن على الدولة العراقية أن تتعامل مع هذا النظام البحريني كنظام "عـــدو"، وأن تقوم بطرد سفيره من العراق وإغلاق سفارته في بغداد، وعليها كذلك أن لا تبالغ بجلد نفسها بسبب قيام متظاهرين عراقيين غاضبين باقتحام سفارة البحرين التي هي واقعاً وحكماً أصبحت دولة "عدوة" بسبب استضافتها لفعاليات صفقة ومؤامرة القرن. إن اقتحام سفارة البحرين في بغداد، وقبله اقتحام سفارة السعودية في طهران، يعتبران أمرين مهمين وضروريين برأيي لأنهما يرسلان رسائل إدانة ونبذ ورفض للنظامين السعودي والبحريني مفادها أن بعض الشعوب والجهات لا يمكن أن تسكت أمام خروقــــات وانتهاكات وجرائـــم هذين النظامين الدموييـــن، وأنها مستعدة لتأديبهما برد مناسب وحازم في ظل تؤاطؤ المجتمع الدولي معهما وعدم محاسبته لهما!!.
*
اضافة التعليق