متابعة - العراق اليوم:
في هذا الجزء من التقرير الخاص بالكشف عن اسرار تورط حزب الفضيلة في البصرة، المدعوم من قبل رجل الدين الشيخ محمد اليعقوبي في ملفات كبرى، من بينها ملفات تهريب النفط، والسيطرة على المشاريع الاستراتيجية، وايضاً وجود العشرات من الملفات الأخرى في مختلف الجوانب، فأن المصادر تكشف عن وجود دعم مباشر من قبل مرجع الحزب الروحي اليعقوبي لنائب الامين العام لحزب الفضيلة المنحل، وعضو المكتب السياسي لحزب النهج الوطني الجديد جمال المحمداوي، في كل مشاريعه وصفقاته، بمعنى ان الحزب متورط بشكل وبآخر في ملفات خطيرة، وانه يعمل وفق توجيهات ليست خاصة ابداً، قدر ما هي توجهات حزبية تهدف لبناء امبراطورية مالية ترتبط بهذا الحزب وقيادته الدينية. وتشير معلومات مؤكدة ان جمال المحمداوي حتى بعد حل حزب الفضيلة، ووصوله لعضوية البرلمان لم يتخل عن العمل الحزبي مع عرابه الشيخ اليعقوبي، حيث منحه مرجعه موقع عضو مكتب سياسي في حزب النهج الوطني الذي تأسس على انقاض الحزب السابق، بمعنى استمرار الدعم المباشر له من مرجعية الحزب الدينية. وبالتالي فأن تحركاته الأخيرة لا يمكن ان تكون بمعزل عن وجود توجه قصدي استثماري لهذا التشكيل.
ما قصة مدينة الأمل في البصرة؟
وهنا تكشف مصادر مطلعة في البصرة عن وجود مشروع استثماري كبير في هذه المدينة، يحمل إسم مدينة الامل، بكلفة تصل الى ١٢٠ مليار دينار عراقي، (أي حوالي 100 مليون دولار امريكي)، حيث يوظف حزب الفضيلة امواله فيه كجزء من الاستثمارات الداخلية التي يقوم عبرها بعمليات غسيل الاموال التي يحصل عليها، بإشراف المحمداوي بشكل مباشر وغير مباشر، اضافة الى محمد جمعة ذراعهم المالي، علماً بأن ملكية هذا المشروع الكبير مسجلة بأسهم تحمل أسماء أخوته وأقاربه الثقاة، فجمال كما معروف أذكى من ان يسجل عقاراً أو رصيداً بإسمه، ويشرف على تنفيذ هذا العمل وكلاء او وسطاء يتم اختيارهم عن طريق الاقارب او الموالين له، ويدير الحزب هذه الاستثمارات في وضح النهار، الامر الذي يدعو الى التساؤل عن مصدر هذه الثروات الهائلة بيد هذه الجماعة، ومن اين اتت بها، لتطلق مشاريعها تحت عناوين الامل وغيرها. ويجب ان نشير هنا الى ان لجمال المحمداوي نسبة وحصة غير قليلة في ملكية هذا المشروع. وإذا كانت هذه المصادر مصدومة من هذا النفوذ المالي لجماعة الفضيلة، وهي جماعة صغيرة جداً محدود نشاطها في محافظة البصرة وحديثة العهد في العمل السياسي، فإنها مصدومة بشكل أكبر لهذه الثروة المالية والعقارية الهائلة التي جمعها النائب جمال المحمداوي خلال خمس سنوات في العمل النيابي واربع خمس سنوات قبلها في العمل السياسي ضمن تنظيم الفضيلة في البصرة، خاصة وإن زملائه في الحزب، أو في البرلمان لم يلحقوا على جمع ثمن أو تسع ما جمعه زميلهم المحمداوي عبر هذه المسيرة (الجهادية المباركة) لاسيما وانه لجأ الى القضاء قبل سنوات على حصته في ارث منزل متواضع كانت تعيش فيه عائلته الكبيرة في منطقة (البصرة القديمة)لكنه اضطر الى سحب تلك الدعوى القضائية، وترضية اخوته، بعد ان اصبح نائباً في البرلمان، وممتلئاً مالياً طبعاً بعد نفوذه عبر حزب الفضيلة.
كيف استولى حزب الفضيلة على نفط البصرة؟
وتشير ذات المصادر، الى ان حزب الفضيلة بقيادة المحمداوي استطاع بسط نفوذه ايضاً على شركة نفط البصرة، عبر صفقة سرية عقدت مع تيار الحكمة آنذاك، وتحديداً عقب مغادرة المحافظ السابق ماجد النصراوي، واضطرار تيار الحكمة الى اختيار شخصية بديلة عنه، وحين رشح الحكمة اسعد العيداني للمنصب كان بحاجة الى صوتين في مجلس المحافظة لغرض اتمام التصويت، واكمال الصفقة، وإعاقة دولة القانون عن استعادة المنصب، وقد اشترط حزب الفضيلة ان تمنح عقود شركة نفط البصرة مقابل التصويت للعيداني، فوافق الحكمة مضطراً، ليصبح احسان عبد الجبار مديرًا للشركة، ويبسط الفضيلة نفوذه ويسهل المحمداوي معاملاته المالية، وايضا وضمن هذه الصفقة جرى تعيين نائب للمحافظ ايضاً المدعو ضرغام الاجودي، وهو احد المقربين من المحمداوي، لتكتمل عملية بسط النفوذ على ما تبقى من مقدرات المحافظة، ويخلو الجو لجمال واتباعه في شفط ولفط كل عقود النفط، وسنأتي عليها لاحقاً بالأسماء والوثائق والكتب الرسمية.
ما قصة صراع العشائر على أحد ارصفة موانئ البصرة؟
وتشير المعلومات كذلك الى ان المحمداوي هذا قد تسبب بصراع عشائري في البصرة قبل فترة بعد الاستيلاء على احد الارصفة في الموانئ، مما فجر الصراع المسلح، بين عشيرتين عربيتين في البصرة، وسنكشف في حقلة قادمة تفاصيل هذا الصراع الذي مازال لهيبه مشتعلاً حتى هذه اللحظة، مع ذكر اسماء هاتين العشيرتين وتفاصيل هذا الصراع .. فانتظرونا..
*
اضافة التعليق