بغداد- العراق اليوم: بين الحين والأخر تلجأ دول خليجية إلى استخدام أساليب رخيصة تفوح منها رائحة الخبث والكراهية تجاه الشعب العراقي ويراد منها إيقاظ الفتن، مرة تتطاول على المواطن ومرة أخرى تستهدف الرموز الدينية، وثالثة تحاول النيل من سمعة بلد لطالما كان سباقاً لإقامة علاقات طيبة مع جيرانه. الإساءة الأخيرة جاءت على لسان شيخ قبيلة العوازم الكويتية فلاح بن جامع حيث أساء لنساء البصرة خلال تجمع شعبي بما لاترضاه الأعراف العشائرية ولا الدينية وبكلمات تخرج عن سياق الأخلاق والشرف ، وتفتح الباب المغلق من جديد لإساءات سابقة بدأت منذ عام 2012 تحديداً في المسلسل الكويتي "ساهر الليل" المليء بالشتائم والسباب ضد العراقيين، والذي عرض في وقت تحاول فيه بغداد إعادة الدفء إلى العلاقات العراقية الكويتية بعد قطيعة استمرت ما يقارب عقدين من الزمن. ولم تتوقف تلك الإساءة عند هذا الحد بل وصلت لأن تصف الفنانة ملاك الكويتية في عام 2018 الشعب العراقي بـ "أهل الشقاق والنفاق" بعد أن تعرّضت لانتقادات من الجمهور العراقي بعدما نشرت في حسابها عبر "إنستغرام" أعلاماً لجميع الدول الخليجية المشاركة في مباريات كأس الخليج 23 لكرة القدم باستثناء العراق. مسلسل هذه الإساءات يبحر في نفس قوارب الحقد البحرينية والتي وطأت شواطئ العراق، وحاولت النيل من رموزه الدينية، وفتحت بوادر أزمة دبلوماسية، خلال الأيام الماضية، على خلفية تغريدات لوزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة المسيئة للسيد مقتدى الصدر الذي طالب في بيان برحيل حكام البحرين وعدم التدخل في الشأن العراقي وجر البلاد نحو والفوضى وعدم الإستقرار. ودخلت السعودية هي الأخرى على خط التوترات بين بغداد والمنامة، في إعلان رفضها التدخل في الشؤون الداخلية البحرين، والحديث بسياسة ناعمة عن الإحترام المتبادل وتحقيق الأمن والإستقرار الإقليمي. إساءات ليست الأولى وربما لن تكون الأخيرة تكشف عن سر العداء المستحكم، في نفوس بعض دول الخليج، تجاه الشعوب العربية، التي تتفوق عليها في التاريخ والثقافة والحضارة ، دول تعمل على تدمير المجتمعات الرئيسة ونشر الفاحشة بطبيعة تنسجم مع التوجهات العدوانية والاهداف الصهيونية الأميركية للوصول إلى تقسيم المنطقة وتجزئتها، بعد تفكيكها اجتماعيا واخلاقيا وعرقيا.
*
اضافة التعليق