بغداد- العراق اليوم: أياد السماوي
قد يتصوّر البعض أنّ مفهوم الخيانة العظمى ينطبق فقط على من يتّصل بدولة خارجية بهدف تقويض الأمن والاستقرار في بلاده , أو من يقاتل مع عدو ضدّ بلاده , أو من يخطط لقتل رأس الدولة , أو من يتخابر مع دولة أخرى عدوة مسّربا لها أسرار دولته , والحقيقة أنّ مفهوم الخيانة العظمى أوسع وأعمق من هذا المعنى , فإذا كان حكم من يتخابر مع دولة خارجية هو الإعدام , فمن الأولى أن يكون هذا الحكم على من يتآمر ويفرّط بثروة بلاده ومالها العام مع جهة خارجية من أجل الحصول على المال , أليس المتآمر على ثروة بلاده خائن ؟ أي خيانة أعظم وأشدّ وقعا على البلد من خيانة شخص يفرّط بثروات أبناء شعبه مع جهات وشركات أجنبية من أجل الحصول على بضعة ملايين رشوة ؟ ولماذا لا يقوم الادعاء العام بتوجيه تهمة الخيانة العظمى لمن يفرّط بثروة أبناء شعبه متعمّدا ؟ وكيف سيكون شكل الحكم لمن يثبت بحقه تهمة التفريط المتعمّد بثروة الشعب خصوصا إذا كان هذا التفريط بثروة البلد الوحيدة النفط ؟ . حلقة صادمة قدّمها الإعلامي المبدع والمتألق ريناس علي ضمن برنامجه الواسع الانتشار بتوقيت العاصمة من على شاشة قناة العهد الفضائية الرائدة في ملاحقة الفساد والفاسدين , مع ضيف البرنامج النائب الشجاع السيد يوسف الكلابي عضو لجنة النزاهة البرلمانية , استعرض فيها النائب الكلابي بالأرقام والوثائق الرسمية , الكارثة والمصيبة والبلاء العظيم الذي حلّ بالبلاد والعباد بسبب هذه الطغمة الفاسدة والخائنة والغبية والتي لم تراع الله في ثروة هذا الشعب المحروم , ولم تراع الأمانة في حفظ ثروة هذا الشعب وثروة أجياله القادمة , وكانت الصدمة افضع وأشنع عندما تحدّثت تلفونيا مع النائب يوسف الكلابي بعد انتهاء الحلقة , حيث ذكر لي النائب الكلابي حقائق صادمة ومؤلمة يشيب لها رأس الرضيع , حقائق تستنتج معها أنّ كل من توّلى المسؤولية في وزارة النفط العراقية قد خان الأمانة وفرّط بثروات هذا الشعب المحروم إلا ما رحم ربي من المخلصين والشرفاء في هذه الوزارة , ولكون المعلومات لا زالت في طور التحقيق , ادعو المدّعي العام العراقي للتحرك فورا على هذا الملف وإيقاف نزيف سرقة ثروة الشعب العراقي وثروة أجياله القادمة , وتقديم المتسببين بهذا الهدر الكبير في المال العام وضياع الثروة إلى القضاء العراقي بتهمة الخيانة العظمى , ليكونو عبرة ودرسا لكل من يخون هذا الشعب في ثروته وماله العام .. أختم ألمي بقوله تعالى ( وقفوهم إنّهم مسئولون ) ... صدق الله العلي العظيم
*
اضافة التعليق