بغداد- العراق اليوم: ضمن الحرب الناعمة والنفسية التي تشنها الدوائر المخابراتية السعودية ضد العراق وشعبه، تحاول وسائل الإعلام السعودية ورجالات هذا النظام المتخلف بث أفكار وشعارات لاستقطاب التعاطف الشعبي في العراق، لاسيما مع البروبغندا المتصاعدة عن دعم هذه المملكة للعراق ولشعبه!، ضمن خطة الاستقطاب التي نصحت بها دوائر عالمية، النظام السعودي، لكسب الشارع العراقي الذي هزم المشروع التكفيري السعودي، وانحاز الى محور مضاد لمشروع الوهابية التخريبي. في أخر الخطوات التي تهدف الى استفزاز الشارع العراقي عاطفياً، وإحداث جدل ونقاش عميق بشأن دور المملكة في العراق، يكتب رجل المخابرات السعودية والسفير المطرود من بغداد بسبب دوره التأمري والتخريبي ثامر السبهان، تغريدة على موقع تويتر الشهير، يقول فيها أن ملكه سلمان وولي عهده في قلب كل عراقية وعراقي !! مبدئياً، يمكن أن نتفق مع السبهان في هذه الجزئية، ونؤكدها، فهما فعلاً في قلب كل عراقية وعراقي، لكن ليس كما يتصور السبهان، بل ويعلم علم اليقين أنهما في قلب كل عراقي لكن، بالصورة المعكوسة والمعنى المغاير. نعم، النظام السعودي في قلب كل عراقي تركت فتاوى التكفير والقتل والاستباحة التي اطلقتها هذه المملكة الوهابية ضده الملايين من الضحايا والشهداء والمعاقين والأرامل والايتام، وتركت السعودية وعبر خمسة آلاف انتحاري سعودي نتن فجر نفسه بين الابرياء العراقيين ندبة في قلب كل عراقية وعراقي، شاهد اشلاء اخيه أو ابنه أو زوجته أو جاره أو صديقه وهي تقطع بمفخخات السعودية واحزمة مواطنيها المتشددين المدفوعين بفتاوى التخلف والكراهية، وأموالها القذرة التي سخرتها لتدمير تجربة العراق منذ سقوط الدكتاتورية وصولاً الى دفعها لتنظيم داعش لاستباحة مدن العراق وقصباته . نعم، يا سبهان، ملكك وولي عهده في قلوبنا جميعاً، كعدو، ومجرمين استهدفونا بلا سبب وعاثوا في ارضنا فسادًا وتقتيلاً، نعم، أنهم في قلوبنا بسبب التفجيرات والقتل والدمار والفتنة التي رعتها كلها السعودية، وبسبب ثقافة الكراهية والتكفير والالغاء وعدم الاعتراف بالاخر، والتحشيد الوهابي المضمخ بالتهديد والوعيد والدم التي رعتها السعودية وبثتها وسقتها في كتب وجوامع ومدارس وجمعيات ليس موقعها في السعودية فقط انما في كل دول العالم الاسلامي، فكانت النتيجة تنظيمات القاعدة وداعش وغيرها؟. وبالمناسبة، هذه القطيعة والتباعد بين الشعب العراقي والنظام الوهابي الموجود في أرض نجد والحجاز ليس مؤقتاً او طارئًا، ابداً، ومن شاء فليراجع التاريخ، فمنذ قيام دويلة ال سعود الوهابية الأولى والى يومنا هذا، فأن العراق كان هدفها لتدميره وتكفير شعبه، ولم تصل العلاقات بين السعودية والعراق الى أي مرحلة ود أو صفاء على طولها، بدءاً من المملكة الاولى في العراق وما عاناه الملك فيصل الأول رحمه الله من تدخلات وهجمات السعودية وصولاً الى كل العهود التي تلت ذلك الى اليوم، والسبب ببساطة ان هذا النظام قائم على عقدة كراهية العراق وشعبه وتكفيره، ولعل ما صرح به محمد بن سلمان في بداية توليه منصبه خير شاهد، حين وصف شيعة العراق بأنهم يؤمنون بالخزعبلات وغيرها. ختاماً نؤكد للسبهان والذين هم من ورائه، ان لامكان للسعودية وافكارها وثقافاتها المتخلفة والدموية في العراق، ولن ينجح عبد المهدي بسياسة التسليم والضعف التي ينتهجها ولو لمتر واحد في تقريب السعودية من ارض وشعب العراق الفيفسائي والموزائيكي المؤسس من بدء الخليفة العراقية والضارب في اعماق التاريخ ابداً.
*
اضافة التعليق