بغداد- العراق اليوم:
سلطت صحيفة "نيوزيلاند هيرالد" النيوزيلندية، الضوء على قصة أحد الناجين من هجوم المسجدين، وهو رجل مقعد كان مع زوجته في المسجد أثناء إطلاق النار، وفقدها بعد نجاته من الحادث، حيث أشار إلى أنه "لن يستطيع كراهية المسلح، وأعلن أنه سامح مرتكب عملية القتل الجماعي." وقالت الصحيفة في تقرير لها ان سيدة تدعى "حسنة أحمد" برفقة زوجها فريد أحمد، الذي يعاني من شلل بسبب حادث سيارة صدمه بها سائق مخمور منذ 6 أعوام، وأثناء الهجوم على المسجد تأكدت حسنة أن زوجها لا سبيل له من الهروب فحاولت بكل الطرق مساعدته، وبينما سلكت طريقها عائدة إلى المسجد، أصابتها رصاصة من الخلف ولقيت حتفها، وفي الداخل، كان فريد يظن أنه هو من سيقتل. وقال فريد، في تصريحات للصحيفة، "كان مشهدا مرعبا.. لقد رأيت دماء، وجرحى، ورأيت جثثا، وأناسا في حالة رعب، لقد كانوا يتدافعون وهم يحاولون الخروج، فكرت حينها كيف يمكنني الخروج؟ لقد جهزت نفسي عقليا، وقلت لنفسي: أهدأ فلا فائدة من الذعر، أيا كان ما سيحدث، فإنه سيحدث". وتابع فريد، بالحديث عن كيفية نجاته قائلا " كنت في غرفة جانبية ولم استطع رؤية المسلح، ولكنه سمع الطلقات واحدة تلو الأخرى، واستطاع سماع الصرخات المرتعبة، ورأى بعد ذلك فجوة بين الجموع المرتعبة وقرر أن يحاول دفع كرسيه بنفسه ليخرج". واضاف "استغللت الفرصة وخرجت ببطء وأنا أتوقع أن أُصاب بطلقة في رأسي من الخلف في أي لحظة، انسللت بلطف لمسافة أبعد ومن ثم خرجت.. كانت سيارتي مركونة خلف المسجد فوقفت خلفها وقررت البقاء هناك انتظر زوجتي لكنها لم تخرج". وقال "لم أستطع رؤيته (المسلح) لكنني استطعت سماعه.. استطعت سماع توقف إطلاق النار لعدة ثوانٍ ليبدأ من جديد وظننت أنه على الأغلب يغير مخزن الذخيرة، فعل ذلك حوالي سبع مرات. لقد استمر في الأمر". وبعد 10 دقائق كان فريد متأكدا من أن إطلاق النار قد توقف، وقال "كان لدي شعور بأنه بالتأكيد قد أنهى عمله، ومع مرور الوقت قررت دخول المسجد مرة أخرى مع أحد المصلين، أردت أن أتفقد النساء، وأبحث عن زوجتي". ومضى قائلا "بمجرد أن دخلنا رأيت الجثث، من الجلي أنهم كانوا يحاولون الهروب، ولكن الرصاصات أصابتهم من الخلف فسقطوا على وجوههم"، مؤكدا انه لم يستطع التقدم أكثر داخل الغرفة لأن الجثث كانت ملقاة على الأرض بشكل يجعل من المستحيل عليه التحرك. وبعد إخراجه من قبل الشرطة توجه إلى آخر الشارع خلف حاجز الشرطة، وكانت لديه رغبةٌ محمومةٌ في الوصول لمعلومة عن مكان النساء والأطفال، ولكن كل ما استطاع فعله هو الانتظار، ولم يمر وقت طويل حتى استدعاه أحد رجال الشرطة، كان صديقا يعرف زوجة فريد جيدا، وقال لفريد"أشعر بأن علي إخبارك، يا صديقي، هناك خبر سيئ، اذهب للمنزل". وأشارت الصحيفة إلى ان " فريد كان فخورا بزوجته، التي قضت أغلب حياتها تعمل متطوعة في المجتمع وعلمت الأطفال في المسجد، وكان هذا آخر أعمالها، حيث قادت العديد منهم إلى بر الأمان وكانت ستأتي بعدها لإنقاذي.. كنت لأصفها بأنها شخص خلق ليهب حياته للآخرين". وأكد أنه " لن يستطيع كراهية المسلح، وأريد أن أحضنه وأقول إنني سامحته"، وعند سؤاله عن شعوره حيال الرجل الذي قتل زوجته؟ قال " أنا أحب هذا الشخص لأنه إنسان وأخ لي". وتابع "أنا لا أؤيده فيما فعل، لقد أساء التصرف. لكن من الممكن أن يكون قد جرح، أو ربما حدث له شيء ما في حياته.. ولكن في النهاية هو لا يزال أخا لي، وأنا على يقين من أنه إن كانت زوجتي على قيد الحياة كانت ستفعل الشيء نفسه. أنا لا أحمل أي ضغائن". يذكر ان فريد هاجر إلى نيوزيلندا عام 1988، في حين وصلت زوجته حسنة إلى البلد عام 1994، وتزوجا في اليوم الذي وصلت فيه إلى مدينة أوكلاند، وانتقلا إلى مدينة نيلسون في الأسبوع نفسه بعد تعرضه لحادث سير.
*
اضافة التعليق