بغداد- العراق اليوم:
اعتبر وزير النقل الاسبق عامر عبد الجبار اسماعيل، فكرة حفر قناة بحرية من الخليج الى النجف ليست سوى "اسطورة من الوهم" بسبب الكلفة المالية الهائلة التي سيحتاجها المشروع والتي لن يتمكن المستثمر من استردادها الا بعد 800 سنة، اضافة الى حجم الاضرار التي سيتسبب بها المشروع مقابل العوائد الربحية والايجابية للعراق. اسماعيل وفي سرد لتفاصيل المشروع قال إن "مشروع شق قناة بحرية من الخليج العربي إلى النجف بطول 550كم وعرض 100متر وعمق 20متر كمعدل لأن ارض النجف مرتفعة عن سطح البحر هذا يعني نحتاج حفر 1.1مليار متر مكعب كلفة حفر المتر المكعب الواحد هي 14 دولار يعني كلفة الحفر الكلية 15.4مليار دولار ناهيك عن كلفة الجسور والطرق وإنشاء ارصفة ومخازن وساحات خزن ومساحات الشاحنات وابنية الدوائر ذات العلاقة والخدمية في ميناء النجف ربما الكلفة تتجاوز 20مليار دولار اي تعادل أكثر من ستة أضعاف انشاء ميناء الفاو الكبير!". وزاد "ناهيك عن ضرر امتصاص الأرض للمياه المالحة وتلوث المياه الجوفية وأضرار الأراضي الزراعية التي تمر فيها هذه القناة المزعومة". وبين اسماعيل حجم الايرادات التي يمكن ان يضخها هذا المشروع قائلا: " إن ايرادات وزارة النقل من جميع الموانئ، ميناء البصرة النفطي والعمية وأربعة منصات بحرية للتصدير وميناء ام قصر الشمالي وميناء ام قصر الجنوبي ومحطة العراق للحاويات والارصفة الجديدة في ام قصر وميناء خور الزبير وميناء ابو فلوس وميناء المعقل تتراوح حوالي 250 مليون دولار في السنة وهذه ايرادات وليست أرباح فإذا توقعنا ميناء النجف يشكل 10٪ منها بأعلى تقدير فستكون ايراداته 25مليون دولار سنويا يعني المستثمر يحتاج 800سنة لاسترداد أمواله بدون احتساب الكلف التشغيلية والصيانة للميناء والقناة البحرية وللعلم بأن معدل عمر الميناء من 25 الى 30 سنة". وتصور اسماعيل أن الذي "نشر هذه الفكرة يتحدث في الخيال والوهم أو من قصص اساطير 5000 سنة قبل الميلاد ولم يفكر بشيء اسمه جدوى اقتصادية "، مضيفا "نعم هنالك مشاريع لحفر قنوات طويلة ولكنها ذات جدوى اقتصادية كبير لاستخداث ربط بحري ذو منفعة كبيرة". وتابع "في الإمارات تم حفر قنوات بحرية قصيرة داخل البلد الغرض منها خلق مساحة مائية لإنشاء فنادق على سواحل لزيادة الجمالية وهذه المشاريع ذات جدوى اقتصادية ولاسيما بأن موازنة العراق تعاني من عجز يقدر بــ 28 ترليون دينار ومشاريع فاشلة ووهمية واصبح من الدول المتصدرة لقائمة الفساد في العالم وأغلب المشاريع الاستراتيجية متلكئة منذ عدة سنوات وهيئة الاستثمار في العراق منذ تأسيسها قبل أكثر من 12 سنة ومنحت أكثر من 1300 إجازة استثمار لغاية عام 2017 ولم نقطف ثمار مشروع واحد كبير ومعتبر كاستثمار فعلي... ويأتي المتبطر ليطرح علينا مشاريع من أساطير خيال ماقبل الميلاد بخمسة آلاف سنة". واشار وزير النقل الاسبق الى ان "مدينة النجف تستحق ان يكون فيها ميناء وكذلك الحال لجميع محافظات العراق وقد قدمت دراسة بذلك وفقا للجدوى الاقتصادية ولكن بشرط أن يكون ميناء جاف لايكلف أكثر من 100مليون دولار". وختم اسماعيل حديثه بالقول: "وكفى العراقيين شر المشاريع الوهمية والخيالية"، على حد تعبيره.
*
اضافة التعليق