بغداد - العراق اليوم: صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من انتقاداته للأميركيين، ولأول مرة تطرق إلى المطار العسكري الذي يبنونه في عين العرب الحدودية مع تركيا، في وقت انسحب فيه عناصر تنظيم داعش من بلدة دابق والقرى المجاورة لها باتجاه مدينة الباب، تاركين ميليشيات «الجيش الحر» المدعومة تركياً تسيطر على تلك القرى وتتجهز لمعركة الباب.
وبهذا الانسحاب تقترب عملية «درع الفرات» من مدينة الباب، التي من شأن سيطرتهم عليها أن تقرب الأتراك من إنشاء مايسمى "منطقة آمنة" في ريف حلب الشمالي. وفي كلمة ألقاها بولاية ريزة شمالي البلاد، قال أردوغان: «ترون أنها (الولايات المتحدة) تبني مدرجات جنوبي عين العرب، وكان يتعين عليهم أن يتشاوروا معنا لا مع تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي (بيدا) قبل الإقدام على تلك الخطوة».
ووفق "سوريا الان" كرر وصف هذا الحزب وذراعه العسكري «وحدات حماية الشعب» بمخلفات «حزب العمال الكردستاني»، مشيراً إلى جهات من دون أن يسميها «تقدم دعماً للتنظيمين، وتمدهما بالأسلحة جواً». وتعتبر أنقرة حزب العمال الكردستاني «منظمة إرهابية». والحزب مصنف على اللوائح الإرهابية لكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، اشترت القوات الأميركية المنتشرة قرب مدينة عين العرب، أرضاً تبلغ مساحتها 300 دونم في قرية خراب عشك جنوبي المدينة، عبر ممثلين عن «بيدا» بـ«سعر زهيد أقل من قيمتها الحقيقية».
ونقلت الوكالة عن مصادر لم تسمها: إن القاعدة الجديدة الواقعة إلى الجنوب من عين العرب، وعلى بعد 27 كم من الضفة الشرقية لنهر الفرات، تتمتع بموقع حيوي مهم. وأضافت المصادر: إن القوات الأميركية تواصل بناء قاعدة عسكرية أخرى في قرية سي بت، التي تقع على بعد 22 كم من غرب قرية خراب عاشق.
في غضون ذلك، انسحبت عناصر داعش من قرى دابق، صوران، احتيملات، الصالحية، تلالين وحوار النهر الواقعة شرقي مدينة مارع، تاركةً مواقعها للميليشيات المدعومة من تركيا، ولاحقاً سيطرت هذه الميليشيات على قرية المسعودية.
وأوضحت وكالة «سمارت» المعارصة أنه بانسحاب داعش من تلك القرى ينحصر في قرية أسنبل القريبة، إضافة إلى انقطاع جميع طرق الإمداد إلى أماكن تمركزه.
وتظهر الصور الواردة من قرية دابق بعد انسحاب مسلحي داعش منها، التي تداولها نشطاء معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي، عربات تركية تقلّ مسلحين من ميليشيات «الحر». وكان أردوغان قد أعلن عن معركة دابق أمس الأول، لما لها من أهمية تاريخية، حيث شهدت انتصار العثمانيين على المماليك قبل خمسمئة عام.
ولا تتمتع دابق بأهمية إستراتيجية مقارنة مع المدن الإستراتيجية التي يسيطر عليها التنظيم كالرقة والموصل، لكنها ترتدي أهمية رمزية لدى التنظيم لاعتقاده أنها ستشهد أكبر معاركه. ووفق مصادر أمنية تركية، نقلت تصريحاتها وكالة «الأناضول»، فإن أصعب مرحلة من مراحل عملية «درع الفرات» قد اكتملت «بتحرير دابق»، مؤكدة استمرار العملية المذكورة.
واعتبر وزير الدفاع التركي فكري إيشك، أن عملية «درع الفرات» استطاعت إلى حد كبير التقليل من الخطر المباشر الذي يشكله داعش على الأراضي التركية، مبيناً أن القوات المشاركة في العملية تمكنت من تحرير مساحة ألف و100 كيلو مترات في الشمال السوري وأنّها تتابع عملها من أجل إبعاد خطر التنظيم عن تركيا بشكل نهائي.
ورأى إيشك، أن تركيا حققت نجاحات كبيرة في مكافحة داعش رغم الظروف السيئة المحيطة بها، مشيراً في هذا الخصوص إلى استمرار بلاده التحضير للمشاركة في عمليتي الموصل والرقة.
ومع اقتراب «درع الفرات» من الباب فإن فصلاً جديداً من الصراع سينفتح في الشمال السوري ويتجلى في السابق إلى المدينة المهمة التي تعتبر بوابة باتجاه حلب والرقة، ذلك أن الجيش العربي السوري يبدي دلائل على عزمه تحرير الباب من داعش. وفي هذا الإطار يأتي قصف طائرات سلاح الجو السوري لمواقع داعش في مدينة دير حافر الواقعة جنوبي مدينة الباب.