بغداد- العراق اليوم: يقول المثل العربي "عش رجباً..ترى عجباً"، وللحق فأننا على أبواب رجب الأصب، حيث يصبُ الله رحمته على عباده صباً، كما يرد في الروايات الدينية، الا أن عادل عبد المهدي رئيس الوزراء يريد ان يصب المشاكل على رؤوس العراقيين صباً، بعد أن ايقن الجميع أن الرجل لا يملك من أمره شيئًا، ليكون رجب مناسبةً لنرى العجب العجاب مع تصريح مثير، اطلقه نائب عن الفتح اسمه حامد الموسوي، اعلن فيه سحب ترشيح فالح الفياض لمنصب وزير الداخلية، ليعود في ذات التصريح واصفاً " الفياض" بأنه رجل الأمن الأول في العراق، مؤكداً تمسك عبد المهدي بترشيحه لشغل أعلى المناصب الأمنية في البلاد، في اشارةً الى الاتفاق السري بين الفتح وسائرون لتولية الرجل منصب نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الأمن، بدلاً من المنصب الذي واجه فيه الرفض السياسي والشعبي. المفارقة تكمن في الأمر، أن في العراق وحده يكافئ الفاشل بتوليه اعلى المناصب، ويرفع من يواجه غضب الناس واعتراضهم الى مقامات أعلى، وكأن القائمين على الامر، يقولون للناس، أن اعتراضكم لا قيمة له ولاجدوى منه، ولا فائدة بل ونكايةً بهذه الاعتراضات سيكافئ هذا الشخص الى مناصب أعلى، وشاء من شاء وأبى من ابى ! والا، هل يعقل ما يحدث، رجل يعترض عليه في تولي منصب وزير أمني، يرفع الى منصب نائب رئيس وزراء لشؤون الأمن، بمعنى رئيس الوزراء للشؤون الأمنية برمتها، هل عقمت ارحام العراقيات عن أن تلد شخصاً غير هذا الرجل الذي تقول سنوات عجاف عن فشله في تحقيق أي انجاز أو تقدم ملحوظ، اللهم سوى تعيينه الالاف من ابناء عمومته في مؤسسات أمنية اشرف ويشرف على ادارتها، فهل هذه الأنجازات تستحق ان ينال عليها مثل هذا المنصب الشاسع والشاهق ثم أي منجز أمني حققه الرجل في سنوات توليه المناصب الكبرى، جملةً حتى يتبجح النائب بقوله أن " الفياض رجل الأمن الأول في العراق" واذا كان يقصد ادارته لمؤسسة الحشد الشعبي، فالكل يعلم أن هذه الهيئة تدار من قبل زعيم منظمة بدر هادي العامري، ونائبه الحاج أبو مهدي المهندس، فيما ان ادارة الفياض شكلية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى! فأي منجز هذا الذي يمكنه أن يؤهل الفياض الى شغل مستويات أمنية خطيرة في بلاد لا تزال اوجاعها الأمنية قائمة، ولا تزال تواجه المزيد من نقص الادارة الأمنية الناجحة والناجعة، ولا يزال ملف الأمن فيها مضطرباً بشكل واضح بسبب التداخل السياسي المربك، فأي كارثة ستكون بتولية سياسي أخر منصباً امنيًا خطيراً كهذا الذي يراد ان يفصل على مقاس الفياض في حكومة بدأت تطنب في المناصب للترضيات. واذا صح اعتماد عبد المهدي للفياض ذراعاً ايمناً له في الشؤون الأمنية، فأننا نقول أن على العراقيين أن يغسلوا ايديهم في دجلة من هذه الحكومة، ولينتظروا 2022 عسى ولعل أن يمن الله على العراق برجال أكثر وعياً لضرورات البلاد ومخاطرها لا أن يقدموا الترضيات والتسويات على مصالح العباد والبلاد!! إذاً دعونا ننتظر قدوم" رجل الامن الاول في العراق" كي نضحك قليلاً، فقد مللنا والله من الاحزان والهموم والكآبة !
*
اضافة التعليق