بغداد- العراق اليوم:
أحمد عبد السادة
كشف لقاء الفنان جواد الشكرچي في برنامج "النهر الثالث" الذي تقدمه الفنانة آلاء حسين في قناة "mbcالعراق" السعودية، عن نموذج فني خائـــن للحقيقة ويجيد لعب دور "شاهد الــزور"، فضلاً عن كونه يجيد تلميع وتجميل نظام استبــدادي ووحــشي ودمـــوي كنظام صدام، فقد أجهد الشكرچي نفسه في محاولة تلفيق وفبركة صورة "حسنة" لهذا النظام من خلال تصويره بأنه نظام عادل ولا يمكن أن يظلم أحداً وبأنه لا يمارس التعذيـــب والتنكيـــل والإذلال بحق من يعتقلـــهم، بل أنه يعاملهم بكل أدب وكياسة وتحضر، وخاصة أولئك الذين تم اعتقالهــم ظلماً بسبب وشايات كيدية وغير دقيقة كما حصل في حالته كما يدعي عندما تم اعتقاله من قبل الاستخبارات العسكرية والتحقيق معه في "الشعبة الخامسة"!!. كلام الشكرچي خطير جداً، ومصدر خطورته يكمن في محاولته تبرئة نظام صدام من الظلــم الذي كان أساس حكمه وعماد سطوته وسر بقائه، فهو يصور للآخرين - ضمناً - بأن نظام صدام لا يعـــذب الأبرياء ولا يقتلهـــم!!، كما يصور أيضاً بأن الذين قام بتهجيرهم هذا النظام أو الذين اعتقلهـــم وعذبهـــم وأعدمهـــم أو الذين دفنهـــم في المقابـــر الجماعية أو الذين قصفهـــم بالســـلاح الكيميــــاوي والمدافـــع والصواريـــخ هم "مدانون" و"غير أبرياء"!!، فلو كانوا "أبرياء" - بنظر الشكرچي - لتم التعامل معهم بأدب كما حصل معه!!. نغمة الترويج لنظام صدام والحنين إليه كانت واضحة في كلام الشكرچي، فلو كان الشكرچي يرى في نظام صدام نظاماً ديكتاتــــورياً ومجـــرماً لأدان هذا النظام في سياق كلامه ولقام باستخدام عبارات قاسيـــة بحقه، في حين أننا رأيناه يتحدث عن نظام صدام القمـــعي وكأنه يتحدث عن "منظمة مجتمع مدني" معنية بزراعة الورود وتنسيقها، كما رأيناه يتحدث عن "الشعبة الخامسة" التي كان العراقيون يرتعبون من مجرد سماع اسمها وكأنه يتحدث عن "مركز مساج" أو "شاليه" مطل على البحر في جزيرة سياحية يقصدها البعض للحصول على الاسترخاء والهدوء!!. لقد أكد الشكرچي في لقائه هذا بأنه فعلاً إبن هذا النظام البوليـــسي القمـــعي وناطق بإسمه، وبأنه فعلاً غير أمين على الحقيقة ولا يستحق أن يكون ممثلاً للشعب ومترجماً لمعاناته، ومما زاد طين كلام الشكرچي بلة هو أنه طرحه في قناة "mbcالعراق" السعودية التي يبدو أن هدف تأسيسها لا يقتصر على الترويج لخطاب السعودية المعادي للعراق وجيشه وحشده الشعبي فقط، وإنما هو أيضاً يشمل الترويج للنظام البعثي الصدامـــي الديكتاتـــوري ومحاولة تجميله وتأهيله وإعادة إنتاجه، بحكم أن "البعثيين الصداميـــين" هم أكبر مرتزقـــة الوهابيـــة الإرهابيــــة وأكبر منفذي أجنداتها وماســحي أحذيتـــها!!.
*
اضافة التعليق