بغداد- العراق اليوم:
تضاربت الأنباء بشدة، الأربعاء، بشأن تورط تنظيم “داعش” في ارتكاب مجزرة جديدة بحق نساء وأطفال من أبناء المكون الإيزيدي العراقي، ضمن عملية إعدام جماعي نفذها ذبحاً في منطقة حدودية بين العراق وسوريا، حسب ما أوردت وسائل اعلام عالمية ومحلية، في حين تقول مصادر محلية إن “الأدلة القاطعة لم تتوفر حتى الآن، بشأن حقيقة هذه الواقعة”. ويقول عضو منظمة “يزدا” المهتمة بشؤون الايزيديين جميل غانم، إن “ما تداولته وسائل الاعلام بشأن قتل تنظيم داعش لـ50 فتاة ايزيدية صحيح تماماً، على الرغم من عدم وجود أدلة حتى الآن على ارض الواقع”. ويضيف غانم، أن “داعش يتعامل مع المختطفين الايزيديين كدروع بشرية، فهم يأخذون الاسرى معهم اثناء تنقلاتهم من منطقة إلى اخرى”، مستطرداً بالقول إن “منطقة الباغوز اخر معاقل داعش، لذلك فان مئات الايزيديين يتواجدون هناك فعلاً”. ويشير غانم، إلى أن “قتل 50 فتاة جاء رداً على ضغط التحالف الدولي، بعد توجيه ضربات جوية الى معقل داعش الأخير”، مبيناً أن “هناك مصادر عديدة داخل الاراضي السورية أكدت حقيقة مقتل هؤلاء الايزيديين”. في غضون ذلك، قال مصدر محلي في قضاء سنجار إن “لا دليل حتى الآن يؤكد وقوع هذه المجزرة”. ويضيف المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن أسمه، أن “هناك تواصلاً مستمراً مع الصحفيين العرب المرافقين لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والصحفيين بدورهم اكدوا عدم العثور على جثث بهذا العدد في الموقع المذكور”. وينوه المصدر، إلى أن “الصحفيين الاجانب طرحوا العديد من الاسئلة على قوات سوريا الديمقراطية، لكن الاخيرة اكتفت بالقول (لا تعليق)”. وفي السياق، استنكر النائب عن محافظة نينوى، محمد اقبال الصيدلي، في بيان له، حادثة قتل الايزيدات في الباغوز، محذراً من بلوغ “داعش” ذروة الارهاب والتوحش والخراب، لذلك سيخلف مزيداً من جثث الأبرياء والدماء. ويدعو الصيدلي، إلى “احترام النفس العراقية الطاهرة برفع مئات الجثث التي لا زالت الى اليوم تحت الانقاض في نينوى ورعاية الأقليات الوطنية”. وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية، كشفت خلال تقرير لها، الأحد (24 شباط 2019)، عن عثور قوات التحالف الدولي في آخر معاقل تنظيم داعش في منطقة الباغوز بريف دير الزور على 50 رأس مقطوعة لفتيات ايزيديات. وتقول الصحيفة البريطانية، إن “وحدة القوات الجوية البريطانية الخاصة عثرت أثناء هجومها على آخر معقل لتنظيم داعش شرق سوريا، على 50 رأسًا لفتيات أيزيديات”. ويضيف الصحيفة، أنّه “تم رصد هذا الاكتشاف المروع عندما دخلت القوات البريطانية مدينة الباغوز المحاصرة على ضفاف نهر الفرات في شرق سوريا، آخر معقل لداعش”، مشيرة إلى أنّ “ذلك تم في أعقاب معركة شرسة في وقت سابق من هذا الشهر”. بدورها حمّلت الناشطة الايزيدية والنائبة السابقة في البرلمان العراقي فيان دخيل، الحكومات العراقية المتعاقبة من ٢٠١٤ تقصيرها الكبير في ملف المخطوفين الايزيديين، مؤكدة أنها لم تأخذ الموضوع بالجدية التي توازي حجمه الكارثي. ودعت دخيل، في بيان، إلى “احترام مشاعر ذوي المختطفات الايزيديات اولا، وعدم بث اخبار الا بعد التاكد من صحتها ودقتها”، مطالبة الحكومة العراقية بـ “القيام بواجباتها لتحديد هوية الضحايا واعادة رفاتهن لذويهن وتعويضهن بشكل لائق ومنصف، فضلا عن ضرورة ملاحقة من اقترف هذه الجريمة البشعة في ظل وجود المئات من الدواعش الذين تسلمتهم بغداد من قوات سوريا الديمقراطية لكشف الحقائق للراي العام ومعاقبة من ارتكب هذه الجريمة البشعة”. وكان النائب عن المكون الايزيدي، صائب خدر، اعلن في تغريدة له على تويتر بأن “50 جثة لإمرأة عراقية ايزيدية عثر عليها في مكب نفايات في سوريا”. واستغرب من “عدم وجود اي بيان ولا استنكار ولا اي فعل من الحكومة العراقية”، مؤكداً ان “ابلاغاتهم للحكومة بشأن المجازر توضع على الرفوف”. من جانبه دعا المؤتمر الوطنيّ، في بيان الحكومة للوقوف على الجرائم المرتكبة بحق المواطنات العراقيات في منطقة الباغوز. وطالب المؤتمر الوطنيّ “الجهات المسؤولة في الحكومة العراقية للوقوف على حقيقة الأنباء الواردة بشأن مصير الفتيات الايزيديات واللاواتي وقعن في أسر التنظيم المجرم أبان فترة وجوده في مناطق شمال شرق العراق”، مشدداً على ضرورة “متابعة وتوثيق الفضائع الإنسانية الجارية في منطقة الباغوز بحق المواطنين العراقيين، ليتسنى فيما بعد محاكمة من تم أسره أو قام بتسليم نفسه من الإرهابيين الهاربين من تلك المنطقة وفق القوانين العراقية النافذة كما أعلن رئيس الجمهورية من باريس”.
*
اضافة التعليق