بغداد- العراق اليوم: تعددت طرق إحياء الحضارات وشخصياتها والاعتزاز بها، كإطلاقها على مدن، أو الاحتفاء بشيء من تراثها، لكن أحد مواطني محافظة الديوانية ذهب أبعد من ذلك وأحيا أحد أهم اسماء الحضارة السومرية من خلال إطلاقه على مولوده البكر. يوسف الرماحي مواطن من محافظة الديوانية اطلق اسم "كلكامش" على مولوده الاول، حيث تحدث قائلا: "لاننا نحتاج ان نعيد الامجاد والحضارة الحقيقية ونحتاج الى اشخاص يبنون مجد بلادهم ويصنعون حضارة خالدة فقد سميت ابني الاول كلكامش اعتزازا بهذه الشخصية التي يثار حولها الجدل كونها خيالية على الرغم من ان علماء الاثار اكدوا وجودها وفق الواح طينية". واضاف: "كما وان وجود اسماء تقليدية متشابهة خلقت العديد من المشاكل في تقاطع الاسماء حتى ان الواحد منا يعاني الكثير من التقييد والملاحقات بسبب اخطاء غيره من الذين يتشابهون معه بالاسم". واشار الرماحي الى ان "هنالك الكثير من ابناء الطبقة المثقفة ابدوا اعجابهم بهذه الخطوة وهذه التسمية الا ان هنالك من انتقدوا ذلك مطالبين بتسميات تقليدية جهلا منهم بتاريخ الاسم، وهنا اتساءل اليست اسماء الانبياء والشخصيات التاريخية التي احترمها كثيرا هي اسماء قديمة وربما قد تسبق هذا الاسم من حيث سنوات الولادة؟.. اقول لهم ان كنتم تجهلون هذا الاسم ففي وقتنا هذا ماعادت هنالك صعوبة بان تبحثوا عن هذه الشخصية وتاريخها بل انها تعد صاحبة اشهر ملحمة حتى وان كانت اسطورية (ملحمة كلكامش)". ويتابع الرماحي حديثه: "من حسنات عملي هذا انه خلق نوعا من الجدال دفع الجميع لمطالعة شخصية كلكامش، وهذا الامر سيدفعني لتسمية بقية ابنائي الذين سارزق بهم بتسميات من النوع هذا وسأبتعد عن الاسماء التقليدية". وفي السياق، يقول مصدر في دائرة الجنسية والاحوال المدنية بمحافظة الديوانية"لم يسبق لدائرتنا انها سجلت اسما مشابها لهذا الاسم (كلكامش).. اسم هذا المولود يعد الاول لدينا". الجدير بالذكر أن گلگامش، وبالأصل بلگامش يعدّ خامس ملوك أورك حسب قائمة الملوك السومريين، وكان كلكامش لزمن بعيد يعدّ شخصية أسطورية ولكن الأعتقاد السائد الآن انه كان بالفعل موجودا وذلك بعد اكتشاف الواح طينية ذكرت فيها اسم ملك كيش انمين باركاسي الذي ذكر أيضا في ملحمة گلگامش ولكن الاساطير تشكل جزءا مهما من المعلومات المتوفرة عن جلجامش. وحسب ملحمة گلگامش فانه الملك الذي امر ببناء سور حول مدينة أورك الذي دمر فيما بعد من قبل سرجون الأكدي. وبالرغم من عدم توفر ادلة مباشرة على كون گلگامش شخصية حقيقية، إلا أن معظم خبراء الأثار والباحثين في مجال الدراسات الشرقية القديمة لا يعارضون احتمالية كونه شخصية تاريخية حقيقية, وفي حال كونه ملكا حقيقيا فان أغلب الظن انه عاش في القرن 26 قبل الميلاد وبعض الألواح الطينية السومرية ذكرت اسمه على صيغة بلكامش وليس گلگامش.
*
اضافة التعليق