عادل عبد المهدي للعراقيين : "تريدون أرنب إخذوا أرنب .. تريدون غزال إخذوا الفياض" !!

بغداد- العراق اليوم:

منذُ اعتراض الكتل السياسية بقيادة السيد مقتدى الصدر على ترشيح فالح الفياض وزيراً للداخلية، كان البعض يتندر بالقول أن الرجل قد يحصل على منصب أرفع ما دام يواجه الاعتراض السياسي، ولعل هذه نبوءة أو خبرة من تجارب سبقت، فمثلما تسلق هذا الرجل العشائري الى أرفع المناصب الأمنية دون استحقاق مهني أو تاريخ جهادي ونضالي، فأن الرجل الخارق لا يعرف حتى اللحظة من يقف خلفه لينال كل هذه المناصب الحساسة دفعةً واحدة، ويحظى بكل هذا الدعم من مختلف رؤساء الحكومات بدءًا من الدكتور الجعفري والمالكي والعبادي وعبد المهدي الذين فرقتهم المناصب كثيراً، واجتمعوا فقط على اختيار الرجل الساكت على الدوام لمناصب رفيعة، وكأنه قدرنا ان يصل رجال "الغفلة" الى مواقع المسؤوليات الكبرى في هذه الدولة دون أن نعرفهم او نعرف تاريخهم!!

نعم، هذا ما يحدث اليوم تماماً، فالفياض الذي ينحدر من أصول عشائرية، تمكن سابقاً من تحويل مؤسسات مهمة مثل مستشارية الامن الوطني وجهاز الأمن الوطني الى اقطاعيات عشائرية، بعد ان منح ابناء عمومته السطوة والامتياز في أجهزة تخصصية ودقيقة!

والمصيبة اليوم أن الرجل ورغم مرور سنوات من إدارته لهذه الاجهزة، فإنه لا يعرف عنها شيئًا، ولا يعرف من قادتها أحداً، كما لايعرف منتسبو هذه الاجهزة شيئا عن قائدهم، ولا من أي دورة عسكرية أو معهد امني تخرج، لكن الذي يعرفه الجميع ويتفقون عليه، أن الرجل مدعوم، ولكن من من مدعوم ؟

 لا أحد يعرف الإجابة سوى هو شخصياً والراسخون في منحه المناصب الرفيعة في دولة اصبحت تؤخر اصحاب الكفاءات والتضحيات وتقدم المجهولين الى المواقع.

امس نشرت وسائل اعلامية خبراً عن اتفاق غريب من نوعه، بين الائتلافين الحاكمين البناء والاصلاح على ترشيح الفياض "الخارق" نائباً لرئيس الوزراء لشؤون الأمن هذه المرة، بعد أن رفضه الاصلاح في السابق بتوجهات من قائد التيار الصدري مقتدى الصدر الذي ناغى الشارع العراقي الرافض لتولي الرجل لوزارة الداخلية، واذا به يقبل بترفيعه، وتوليته الاشرف على كافة الاجهزة الأمنية والتشكيلات العسكرية المختصة، حيث سيشرف من موقعه الجديد على وزارتي الدفاع والداخلية، والمخابرات، والاستخبارات، والامن الوطني، والحشد الشعبي وكل تشكيل امني عراقي مرتبط بالدولة!!

في صدمة واضحة للشارع العراقي الرافض للفياض، والمتمسك بموقف تحالف الاصلاح الرافض لنيل الرجل منصب وزير داخلية، فأذا به يتلقى طعنة نجلاء من المنادين بمنع وصوله الى هذا الموقع، فيما السؤال الأهم الموجه الى السيد مقتدى الصدر ذاته: كيف رضيت يا ابا هاشم بهذه الاتفاقية، ولمَ مانعت من منح الرجل منصب وزارة أمنية واحدة، فيما أنت تمنحه الآن كل المناصب الأمنية دفعةً واحدة، ثم أن الاتفاق الغامض الذي تم تمرير الفياض لهذا المنصب، يتضمن خرقاً اخر، سيسهل بموجبه وصول رجل بعثي التاريخ يدعى شروان الوائلي، رجل مثقل بملفات فساد، وتلاحقه فضائح عمله السابق في حكومة المالكي الاولى، فهل يستحق العراقيون هذه الطعنات سويةً .

ثم أن السؤال الأهم في كل هذا الذي يجري، يجب أن يوجه الى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وهو سؤال شعبي يحتاج اجابة، من يقف وراء الفياض يا رئيس الوزراء، من يدعم هذا الرجل، من يضعط عليك ويجبرك على أن يتبوأ مناصب أمنية رفيعة في كل الحكومات المتعاقبة، وها انت تفوضه بأسمك ان يجول بين الدول والبلدان ويفاوض عنك وعنا ويلتقي رؤساء ووزراء وقادة امنين في تلك الدول، فهل هو مفروض عليك ياترى، أم انه اختيارك، فأن كان اختيارك، فبئس هذا الاختيار، فهل عقمت مؤسسات الدولة العراقية العظيمة عن ولادة رجال من طراز شجاع كالسيد قاسم الاعرجي وزير الداخلية السابق الذي شهد له القاصي والداني والعدو قبل الصديق بأنه من انجح وامهر وزراء الداخلية في العراق، أو رجل شجاع مقتدر كالدكتور طالب شغاتي رئيس جهاز مكافحة الأرهاب، محطم اسطورة داعش ومن ورائها، والرجل الذي تحقق على يديه النصر على الأرهاب العالمي، أو رفيق دربه العسكري القائد البطل عبد الوهاب الساعدي، أو ان تختار لهذا المنضب الامني الرفيع رجل مجرب كرئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي مصطفى الكاظمي، الذي يعمل بجد واجتهاد ويصل الليل بالنهار من اجل أن يحقق المنجز الأمني الذي يتحقق الآن، ويحظى باهتمام دولي منقطع النظير، فلمَ تفرط بكل هذه الاسماء اللامعة وغيرها من الاسماء الوطنية الفاخرة من قادة العراق، وتذهب لاختيار رجل عشائري متعصب كهذاـ واذا كان مفروضاً عليك، فيالها من كارثة، أن تسلم ملف أمننا الى رجل تفرضه عليك جهات لا نعرفها، ويالبؤس قدرنا معك نحن كشعب، ومع حكومتك البائسة هذه، فأما ان نقبل بالفياض في الداخلية أو تسلطه على كل مفاصل الأمن، وتأتي بربيب البعث للداخلية، وكأنك تقول لنا " تريدون ارنب أخذوا ارنب.. تردون غزال اخذوا الفياض"، فلا بديل للفياض الا الفياض!! وتباً لكل الأصوات العراقية الرافضة !

علق هنا