غموض بشأن اختيار أمير الأيزيديين .. ما علاقة مسعود بارزاني؟

متابعة- العراق اليوم:

 قال موقع المونيتور الأميركي إن الأيزيديين في العراق والعالم منقسمون بشأن اختيار خليفة للأمير الراحل تحسين سعيد بيك، فيما طرحت عدة أسماء لتولي إمارة الأقلية التي تعرضت إلى الإبادة على يد تنظيم داعش في صيف 2014.

وجاء في تقرير الموقع الذي أعده الباحث سعد سلوم، إن أمير الإزيديّين سعيد بك توفي في 28 كانون الثاني/يناير الجاري عن عمر ناهز الـ86 عاماً في أحد مستشفيات ألمانيا بعد صراع طويل مع المرض. وبعد وفاته، انطلق جدل في شأن من يخلف الأمير الراحل.

ولد الأمير تحسين في 15 آب/أغسطس 1933 في قرية باعذرى، وتمّ تنصيبه أميراً للإيزيديّين بترشيح من جدّته الأميرة ميان خاتون، وموافقة حكومة العراق الملكيّة، بعد مرور 15 يوماً على وفاة والده الأمير سعيد علي بك في صيف 1944، وبقي ما يزيد على 7 عقود أميراً للإيزيديّين.

وترك رحيل الأمير فراغاً في الزعامة زاد من تعقيده عدم إعلانه من سيتولّى الإمارة من بعده وعدم تعيينه وليّاً للعهد، وأطلق هذا الفراغ غموضاً داخل المجتمع الإيزيديّ في شأن اختيار شخص من يخلفه وطريقة اختياره.

ويطرح بعض الكتّاب الإيزيديّين فكرة إجراء انتخابات لجميع الإيزيديّين في سوريا والعراق وتركيا وجورجيا، على أن يتمّ اختيار الأمير عن طريق الاقتراع في كلّ أماكن تواجدهم، مع توافر هيئة رقابيّة تشرف على الانتخاب، وبعد الاقترع، يختار الأمير اثنين من السلالة الأميريّة ينوبان عنه، أو على الأقلّ يتمّ تعيين وليّ العهد ونائب له، وبهذا تتمّ حماية بقاء تقليد الإمارة الإيزيديّة من الاندثار وحماية تماسك الإيزيديّين من حصول خلافات وانشقاقات إضافيّة.

6  شخصيات مرشحة لخلافة الأمير الإيزيدي

وفي هذا السياق، كشف الكاتب الإيزيديّ سامان داود عن تداول أكثر من 6 أسماء لخلافة الأمير الراحل، تدعم كلّ مرشّح منهم مجموعة من الإيزيديّين عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ المختلفة وتروّج لأفضليّته. وبرأيه، فإنّ أبرز اسمين يطرحان في المشهد هما وكيل الأمير ونجله الأكبر الأمير حازم تحسين بك وشقيقه الأصغر بين إخوته الأمير عصمت تحسين بك، والأخير حسب داود يحظى بقبول شعبيّ أكثر من شقيقه الأكبر حازم، لكنّ الأخ الأكبر يتميّز بالنفوذ نظراً إلى الدعم السياسيّ الذي يتلقّاه من الحزب الديمقراطيّ الكردستانيّ.

وعرضت الأميرة عروبة اسماعيل في حديثها إلى “المونيتور” سيناريو يتضمّن اختيار أميرة لزعامة الإيزيديّين، وبرأيها، إنّ النساء قادرات على قيادة المجتمع الإيزيديّ إذا ما سنحت لهنّ الفرصة، وعلى نحو يتفوّق على الرجال الذين تقاعسوا عن حماية المجتمع الإيزيديّ أثناء الإبادة، وأعربت عن رغبتها في الترشّح إلى زعامة الإمارة الإيزيديّة، في حال توافرت ترشيحات نزيهة تتضمّن منافسة عادلة.

في مقابل هذه السيناريوهات، أصدر عدد من المثقّفين الإيزيديّين بياناً في شأن مستقبل العائلة الأميريّة بعد رحيل الأمير تحسين، شدّدوا فيه على خطوات، في مقدّمتها الإجماع الإيزيديّ على اختيار أمير للإيزيديّين، معتمدين على الأسس والأعراف التي بنيت عليها الإمارة، بحيث يكون والدا الأمير المختار ينسلان من العائلة الأميريّة. لذا، دعا البيان “الشارع الإيزيديّ، والمجلس الروحانيّ، وعائلة الإمارة الإيزيديّة، إلى توحيد خطابهم في هذا الشأن، وعدم التجاوز على تلك الأسس والأعراف التي بنيت عليها الإمارة الإيزيديّة”. وختم البيان بالأمل أن “يتمّ الاختيار بعيداً عن التأثيرات الخارجيّة، مهما كانت مصادرها، ليمثّل الأمير الجديد إرادة الإيزيديّين، ويجسّد طموحاتهم”. ويشير داود إلى أنّ إصرار النخب المثقّفة -الذي يوضحه البيان- على تولّي أمير من نسل الإمارة، أي أن يكون من سلالة صافية من الأب والأم تعود لبيت الإمارة، قد يفتح تعقيدات إضافيّة، لأنّ هذا الشرط لا يتوافر في الأخوين المرشّحين (الأميرين حازم وعصمت)، وقد يدفع ذلك إلى اللجوء إلى سيناريو بديل هو إسناد الإمارة إلى أحفادهم من الذين تتوافر فيهم هذه الشروط، مثل الديبلوماسيّ وحفيد الأمير برين سعيد تحسين بك الذي يملك هذا الشرط.

لكنّ الخبير في الشؤون الإيزيديّة الدكتور خليل جندي يرجّح الهيمنة السياسيّة على مسألة اختيار الأمير، فمنطق السلطة الحاكمة وسياسة القوّة، حسب رأيه، كانا يلعبان دورهما دوماً في اختيار الأمير من بين عوائل الأمراء أنفسهم، ويضرب مثالاً في اختيار الأمير الراحل تحسين بك في عام 1944، والذي كان بدعم حكومة العراق الملكيّة آنذاك، وكذلك تبنّى حزب البعث بعد استلام حزب البعث السلطة بعد عام 1968 سياسة دعم أمير بديل هو الأمير بايزيد اسماعيل بك، ولم يكن أمام المجتمع الإيزيديّ سوى التطابق مع الإملاءات السياسيّة.

دور للحزب الديمقراطي الكردستاني

وبما أنّ الإيزيديّين وبيت الإمارة، حسب رأي جندي، يقعون في مناطق خاضعة إلى نفوذ الحزب الديمقراطيّ الكردستانيّ، فسيكون للحزب المذكور، بلا شكّ، رأي حاسم في اختيار الأمير الجديد من ناحية تبنّي سياسة تدعمه، في حين تعرقل أيّ مرشّح بديل. في هذه الحالة، حسب جندي، فإنّ الأمير الجديد سيكون ضعيفاً ولا يخرج من دائرة الإملاءات السياسيّة، وستتعقّد الأمور وتصبح الحالة أصعب، وسيزداد تشرذم الإيزيديّين، وتظهر مجموعات متمرّدة على الأمير الجديد.

علق هنا