بغداد- العراق اليوم: اعتمد تنظيم داعش سلسلة اساليب متنوعة لتجنيد المراهقين والشباب في محافظة ديالى خلال السنوات الماضية، كان أبرزها تسخيره منصات التواصل الاجتماعي في اصطياد ضحاياه ودفعهم للإيمان بأفكاره قبل تأمين مسارات انتقالهم الى مضافاته السرية أو العمل مع خلاياه النائمة. وكانت اساليب داعش في التجنيد، سابقاً، تعتمد بالأساس على الافكار الدينية المتطرفة والفيديوهات المؤثرة نفسياً والتي يجري صياغتها بشكل يعطي تأثيراً واضحاً في المشاهد. (علاء) وهو اسم مستعار لمراهق من اهالي احدى المناطق الريفية القريبة من بعقوبة ارتبط قبل أشهر بعلاقة عاطفية مع فتاة على فيسبوك، اسمها "رمانة" قبل أن يتعلق قلبه بها بشكل كبير وتصبح "أول حب في حياته". ويقول "احببتها بصدق وكنت اتحدث معها لوقت طويل من خلال الفيسبوك. هي من تجرأت وتحدثت معي في بادئ الامر واعتبرته مصادفة، بعدما سألتني عن حادث مروري حدث على طريق بعقوبة- بني سعد ومن ثم تطورت العلاقة بعد اسابيع وتبادلنا المشاعر". *علاء: رمانة كانت ترسل لي مقاطع فيديو جعلتني اتأثر بفكر داعش* ويضيف علاء: "رمانة كانت تتغير باستمرار في الحديث معي وتتعمق في الإطار الديني، وكنت انخرط معها دون إدراك ما كانت تسعى اليه، حتى وصل الامر إلى انها قالت بان؛ داعش هو الاسلام الحقيقي". وتابع، أنها "كانت ترسل له مقاطع فيديوية مؤثرة وخطب لرجال دين متطرفين سرعان ما بدأ يتأثر ويتابعها حتى انها عرضت عليه ان ينضم لخلية داعمة للتنظيم ولكن بشكل غير مباشر". وقال علاء إنه "ترك حاسوبه لبعض الوقت في غرفته، فشاهد أخوه الأكبر محادثته مع رمانة، ليصبح بداية عملية الانقاذ من التطرف". وأضاف: "اعترفت لشقيقي بكل شي وقمت باطلاعه على كل المحادثات وسرعان ما عرف بانها داعشية تحاول الايقاع بي وتحويلي الى أداة للقتل والموت والتطرف". وبين، أن شقيقه "طلب منه الاتصال برمانة عبر الفيسبوك وتحديد موعد للقاء وجها لوجه لكنها تعذرت واعتبرت الامر صعباً للغاية بحجة انها فتاة من أسرة محافظة". وأكمل علاء، أنه "ارتكب خطا فادحاً عندما قال لها بانها داعشية وتحاول تجنيده وان شقيقي سيتصل بالقوى الامنية للإبلاغ عنها، لتوقف تواصلها معه، قبل أن تختفي بعد ذلك بأيام، صفحتها فيسبوك". *شرطة ديالى: انقاذ 18 شخصاً حاول داعش تجنيدهم* المتحدث الاعلامي باسم شرطة ديالى، العقيد غالب العطية، قال إن "الشرطة انقذت خلال العام الجاري 18 شخصاً من براثن داعش كانوا على وشك ان يجري تجنيدهم، بينهم أربعة مراهقين". وأقر العطية، بان "أساليب داعش في التجنيد تغيرت واصبحت العلاقات العاطفية وقصص الحب احدى وسائل جذب الشباب والمراهقين عبر منصات التواصل الاجتماعي للإيقاع بهم"، لافتا إلى ضرورة "متابعة الأسر ابناءهم والحرص على عدم الوقوع في شباك داعش". وبين العطية، أن "داعش فقد جزءاً كبيراً من قدرته على التجنيد بسبب الوعي المجتمعي، لكن الامر يحتاج الى متابعة مستمرة لان التنظيم يغير اساليب التجنيد بين فترة وأخرى"، مبيناً أن "بروز عامل الحب في جذب المراهقين والشباب يظهر خطورة التنظيم واساليبه الماكرة".
*
اضافة التعليق