من (صخرة) عبعوب الى (مطار) فنجان ..حين يكون المجنون مسؤولاً في الدولة

العراق اليوم – بغداد

أن يكون المرء مريضاً، أو معاقاً، أو مجنوناً، فهذا أمر الله، وليس فيه عيب، ولا عليه إعتراض قط.. فمن يعترض على حكم الله سبحانه وتعالى؟

 لكن أن يكون المجنون مسؤولاً في الدولة، فهذا أمر معيب جداً، وهنا يكون الإعتراض عليه واجباً، وفرضاً شرعياً ووطنياً وأخلاقياً، لأن ثمة مخاطر ستحصل للمجتمع بسبب وجود هذا المجنون في موقعه الوظيفي العالي.. وستكون المخاطر أشد كلما تقلد المسؤول المجنون منصباً أعلى.

ولو تابعنا صفحات التاريخ لوجدنا أن الزعماء المجانين كانوا سبباً في تدمير بلدانهم، وحرق بلدان أخرى في العالم، وقد  يكون الأمر صادماً بعض الشيء لمن يقرأ ذلك لأول مرة، لكن التاريخ أثبت صحة هذه الحقيقة المرة، وأكد بالدليل الملموس أن الزعماء والملوك المجانين دمروا العالم بالفعل.

 فمن ينكر أن المجنون (نيرون) أحرق روما، وإن (المجنون) هتلر أحرق نصف الكرة الأرضية، وتسبب بمقتل عشرات الملايين بحروبه المجنونة..

وإن لملكة إنجلترا “مارى الأولي” نصيباً في سجل الزعماء المجانين، خاصة وأنها أول امرأة تصل إلى منصب حاكم إنجلترا في العصور القديمة, فإستخدمت سلطتها وجنونها لتحول بلاد إنجلترا المزدهرة الى خراب، وتحيل شعبها الى حطام.

ونفس الشيء يقال عن المجنون القذافي، والمجنون عيدي أمين، والمجنون صدام حسين، والمجنون حسن كيمياوي، الذي زعل يوماً على أحد الصحفيين، لأنه ذكر أمامه بأن عدد ضحايا حكومة صدام في الأنفال بكردستان بلغت مائة وخمسين الف مواطن عراقي، فأجابه  حسن كيمياوي بعصيبة: ( إشدعوة يا أخي شدعوة..  والله العظيم ما بيهم مية ألف واحد)!!

ويتواصل مسلسل الزعماء المجانين في كل بقاع الأرض، ومثلما قلنا قبل قليل، فإن الضرر يكون أكبر عندما يكون منصب المسؤول كبيراً.. والعكس صحيح أيضاً.. ومثال على ذلك أن مدينة بغداد كادت أن تغرق في فيضان نهر دجلة عام 1954، بسبب إرتفاع مناسيب النهر، وقلة السدود على دجلة، وكانت الرصافة الأكثر تهديداً بالغرق، لكن الأزمة مرت بسلام، ليس بسبب إشتراك الجهد الحكومي والعسكري والشعبي (المتطوعين) في الحد من خطورة الفيضان فحسب. إنما أيضاً لوجود شخصية جادة ورصينة مثل سعيد قزاز وزيراً للداخلية، الذي حافظ على العاصمة، عندما رفض إخلاء المدينة للحيلولة دون كارثة أخرى، بعد أن شمر عن ذراعه، ونزل الى الميدان مع الآخرين، ولم يرم المسؤولية على غيره، كما رماها (المجنون) نعيم عبعوب بعد ستين عاماً، عندما أطلق تبريراً خرافياً لأسباب فيضان العاصمة عام 2014 فصار تبريره ذاك نكتة تروى كل يوم في المجالس .. وأقصد بذلك (الصخرة) التي تزن 150 كلغم، التي وضعها بعض المغرضين في المجاري، كما قال نعيم عبعبوب في حديثه أمام رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، حين كان أميناً لبغداد، متهماً هذه الصخرة بسد المجاري، ومسؤولية (الفيضان) الحاصل في شوارع بغداد .

وعدا (فيلم) الصخرة، فإن لعبعوب (أفلام ) أخرى لا تقل إضحاكاً مثل ( بغداد أفضل من نيويورك ودبي في النظافة والخدمات التي تقدمها مجاناً، وإن مدينة دبي كذبة، وزرق ورق ليس أكثر)!!

وحين غادر عبعوب منصبه في الدولة العراقية، وغاب حضوره المضحك، بقي الشارع البغدادي كئيباً، متجهماً، فعلى من سيضحك بعد ذلك، لكن (ربك ما يگطع)، كما يقولون، فقد أخلف الله علينا بوزير يتفوق على عبعوب فكاهة وتندراً، بل ويعلو عليه إبداعاً بأفلامه الكوميدية، وبتصريحاته الخنفشارية، وبجنونه أيضاً.. نعم لقد رزقنا الله بوزير النقل كاظم فنجان الحمامي الذي (يتحفنا) كل يوم بإبداع جديد، وكل ساعة (بطرگاعة) جديدة..  فمن (مطار) السومريين في الناصرية قبل الميلاد بخمسة آلاف عام، الى (العمل بطريقة العباس عليه السلام)، الى فيلم رفع الحظر الأوربي عن طائرات الخطوط الجوية العراقية، الى تأسيس شبكة مواصلات تحت البحر الىغيرها من البلاوي.  واليوم حيث ترد الأخبار من رئاسة الوزراء، ومن بعض القريبين من السيد عمار الحكيم، عن إحتمال إقالة (المجنون) كاظم فنجان الحمامي عن منصبه الوزاري، فإن الشارع العراقي يعيش حالتين متناقضتين، فالبعض منه فرح وسعيد لهذه البشرى، لأنه يخشى بقاء هذا الوزير المجنون في موقع خطير مثل موقع وزارة النقل، وهذا يعني المزيد من الكوارث، والمصائب التي تأتي منه، ولعل من بينها عدم إحترام التخصص، وإحتقار الكفاءات، والتعامل مع الأسوء في خياراته الحساسة، ورغبته في التعاقد مع شركات (خردة) على حساب الشركات  العالمية، ووضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب، وتعيين طيارين هواة ليس لديهم خبرة بدلاً من تعيين الطيارين  المحترفين، وهذا خطر كبير، و‘سناد  درجات وظيفية عالية لأشخاص لا يستحقونها إرضاء لهذه الجهة أو لتلك، أو لمجرد أنهم أصدقائه أو أقاربه وغيرها من الأخطاء  والتجاوزات التي قد تكلف العراق غالياً إن لم تصحح، بينما نرى البعض الآخر من الجمهور العراقي حزيناً بسبب خبر (قرب) إقالة كاظم  الحمامي، وغيابه عن المشهد اليومي الساخر، لأنه – كما يقول أحد البغاددة - 😞 لعد منو يضحكنا بعد إذا راح الوزير الحمامي)؟!

علق هنا