بغداد- العراق اليوم:
الحكومة العراقية تعلن باستمرار على لسان قادتها ان بعشيقة والمناطق المحررة ستكون خاضعة لسيطرتها، بينما تعلن حكومة كردستان دائماً على لسان قادتها الأمنيين والعسكريين، او قادة الحزب الديمقراطي في اربيل ان ( الأرض لمن يحررها ) و بهذا الصدد يقول نبي أحمد محمد قائد البيشمركة في بعشيقة سنقاتل من أجل هذا المكان في المستقبل ضد أي عدو سواء داعش أو أي أحد آخر مضيفاً إن بعشيقة بمثابة درس لكل من يفكر باحتلال مدينة كردية بأنه لن يبقى على قيد الحياة.
مستشار مجلس الأمن الكردستاني مسرور بارزاني قال إن المناطق التي استعادت البيشمركة السيطرة عليها قبل بدء عملية الموصل ستبقى تحت السيطرة الكردية وهذا الأمر غير قابل للنقاش. فيما شدد المتحدث باسم الجيش العراقي يحي رسول على وجوب احترام قوات البيشمركة للاتفاقات التي تم التوصل إليها والتي تقضي بانسحابها. المتحدث باسم وزارة البيشمركة قال إنه لا توجد خطط محددة للانسحاب وحين تسقط الموصل سيعقد الكرد والمسؤولون العراقيون محادثات حول مواقع البيشمركة ولمن ستؤول إدارة محافظة نينوى. كلا الجانبين يستشهد باتفاق بين البنتاغون والسلطات الكردية في وقت سابق من هذا العام كدليل على دعم الولايات المتحدة لخططهما. مسؤول أميركي تحدث شرط عدم الكشف عن اسمه قال إنه لم يتم تحديد مواقع للبيشمركة بعد الموصل.
تصريحات مسرور ليست غريبة عن تصريحات سابقة لأبيه، ففي 25 تشرين الأول الماضي أكد رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني المنتهية ولايته، ان قوات البيشمركة “لن تنسحب بأي شكل من الاشكال” من خطوط الدفاع المتواجدة فيها قبل انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل في 17 تشرين الأول الماضي. وقال بارزاني في مقابلة تلفزيونية ان “قوات البيشمركة لن تنسحب من المناطق التي حررتها، والتي اتخذت منها خطا للدفاع قبل الشروع بعملية تحرير مدينة الموصل في 17 تشرين الأول”، لافتا الى ان “هذا الامر غير خاضع للمناقشة ابداً والبيشمركة ستبقى في تلك المناطق”. وأشار رئيس إقليم كردستان الى، ان “ما يتم الحديث عنه حاليا هي المناطق التي حررت بعد 17 تشرين الأول والتي هي قرى للمكونات من المسيحيين والتركمان وكذلك العرب، فأننا سننسحب اذا توفر الأمن ورغب السكان بذلك فنحن سننسحب بعد هزيمة داعش، وكذلك على الجيش ان ينسحب بحسب الاتفاق المبرم بيننا وبين بغداد”. وأضاف، “العراق لن يعود الى العهد الذي كان عليه تحت سلطة حكومة مركزية، فالعراق كان مقسما، وعندما اقول لنكون جيراناً لبعضنا البعض، فهذا لا يعني انني ادعو لتقسيم العراق، فالعراق مقسم بالفعل”.
وفي حينها رد مكتب حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، حيث اكد حينذاك إن اتفاق انسحاب قوات البيشمركة (جيش الاقليم الكردي) من المناطق المحررة في الموصل (شمال) لم يتغير، لافتاً الى ان الاتفاق لا يسري على المناطق التي تتواجد فيها القوات الكردية قبل أحداث الموصل صيف 2014.
و قال مكتب للعبادي في بيان له، إن “الاتفاق بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان حول تحرير محافظة نينوى ، لا زال ثابتاً ولا يوجد اي تغيير فيه حيث تقاتل قوات البيشمركة جنباً الى جنب مع القوات العسكرية الاتحادية لتحرير محافظة نينوى من ارهاب داعش”.
وأشار البيان الى ان “الاتفاق يتضمن بنداً صريحاً بانسحاب قوات البيشمركة من المناطق المحررة بعد تحرير الموصل الى أماكنها السابقة التي كانت تمسكها قبل انطلاق عمليات التحرير، وهذا الامر تم تطبيقه في عدد من المناطق”.
وتابع ان “المناطق التي كانت تتواجد فيها قوات البيشمركة في فترة الحكومات السابقة والتي تم تحرير بعضها قبل بدأ عمليات (“قادمون يا نينوى” لتحرير الموصل) فلم يتم اي اتفاق جديد بشأنها وهي خاضعة للنصوص الدستورية في تحديد عائديتها”.
ويثير مثل هذا الشد والجذب بين المركز والأقليم مخاوفاً جدية من تفجر الصراع بعد ان تتمكن القوات العراقية الباسلة ومن يساندها من انجاز مهمة تحرير نينوى التي باتت أقرب من ذي قبل، فهل سيفعلها الأقليم ويبقى، ام ستنتصر حكمة بغداد في طرد اشباح الحرب من جديد عن هذه المدينة العريقة؟