بغداد- العراق اليوم: بقلم : بصراوي لا يزال الوزير (التكنوقراطي جداً ) كاظم فنجان الحمامي، يواصل الاعيبه وبهلوانياته الفريدة من نوعها، ومع انها تخلو من حس الفكاهة والظرف الذي يدعيه، الا انها تكشف عن مدى سيطرة عقليته الانتهازية على آلية ادارته للأمور في وزارة لا تصلح له ولا يصلح لها بكل الاحوال، لكن اقدار العراق العجيبة تهيئ احياناً له ولأمثاله الكاركاتيريين الوصول ، بل ولسيطرة على مقاليد الامور بلا وجه حق ! قصة اليوم اشبه بحكاية خيالية تحكى في ليالي الشتاء الباردة، إذ لا يمكن لعقل ان يستوعبها كأمر واقع، وفي زمن بات الانسان فيه يعرف ما يجري في اليابان، أو في ساحل العاج وهو جالس في عكركوف!، ولكن هذه القصة قد حدثت للأسف، بل و(عبرت) ايضا على الكثير من الناس الطيبين، الذبن مازالوا يصدقون بحكايات الطنطل وقصص السعلوة! وما دمنا نتحدث عن الطنطل، فإن كل شيء وارد في ادارة كاظم فنجان! وكل شيء جائز الحصول في وزارة يظن وزيرها ان السومريين (طاروا ) قبل خمسة الاف عام من مطار سوك الشيوخ !! دعوني اتحدث اليوم بصفتي مواطناً بصرياً يرى العجب العجاب ومايخلع له الالباب، فالوزير فنجان يريد ان يهب مرتين -وهو لا يملك شيئاً -، فمرة يهب جاره الأثير، وصديقه المقرب ابو مروان ثلاثين مليون دولار عداً ونقداً، لا لشيء سوى انه صديقه وشريكه، ومرة يتبرع ببناية لمجلس محافظة البصرة وهي ليست ملكه، بل ان امرها لم يحسم بعد.. اليكم مختصر هذه الحكاية المضحكة والمبكية : اولاً، وقبل كل شيء، نحن لانمانع في ان تستفيد الحكومة المحلية ومجلس محافظة البصرة من أي مرفق، أو مشروع مفيد يقدم اليها، لاسيما في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها محافظة البصرة، مدينة وشعباً وحكومة.. نعم، فنحن ندعم أي مشروع يمنح هدية لأية جهة رسمية تمارس عملها الخدمي لصالح ابناء محافظة البصرة حسب الأصول والنظام. لكن الموضوع الذي اريد الحديث عنه هنا مختلف تماماً، فهو يحتاج حتماً الى توضيح، لا سيما في حالة، وأصولية هذه البناية، إذ لا اعرف كيف سارع وزير النقل كاظم فنجان للتنازل عنها او استبدالها ببناية المحافظة المحترقة، وهو يعرف ان ثمة التباساً واشكالاً قانونياً ومالياً في موضوعها. فقد بنيت هذه المساحة من اراضي ميناء المعقل، كمشروع استثماري عائد للسيد (ابو مروان) صاحب مدينة الالعاب، والصديق الحميم، والجار العزيز للسيد وزير النقل. وقد خاطبت دائرة الموانى وقتها، شركة المنصور (الشركة المستثمرة التابعة للسبد ابو مروان) بالكتب الرسمية، طالبة استحصال موافقة مجلس المحافظة بهذا الشان، لكن مجلس المحافظة والنزاهة رفضتا هذه الفكرة، ورغم هذا الرفض فقد شيدت البناية بدون الموافقات، تجاوزاً على قرار المجلس الرافض لهذا المشروع، فالبناية مقررة لها بالأساس ان تكون مجمعاً علمياً. و بعد اكتمالها او اثناء عملية البناء تقدم صاحب المشروع بطلب لوزارة التعليم العالي يطلب فيه منح هذا المشروع الموافقات الرسمية، وافتتاحه كمجمع علمي. وطبعا فقد رفضت الوزارة هذا الطلب، باعتبار ان المشروع لم يستحصل الموافقات الاصولية منذ البدء، وهي اساس اي شروع في البناء، فضلاً عن ان صاحب الطلب ليس من ذوي الاختصاص، وهو شرط هام في منح هكذا موافقات من قبل وزارة التعليم العالي. لذلك حاول بطريقة او باخرى، ولفترات متعاقبة الإلتفاف على هذا الأمر، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل، فإتجه هذا المستثمر الى صديقه الوزير كاظم فنجان، لإستغلال العلاقة، وإنقاذه من الورطة أولاً، وللفائدة المشتركة بينهما، فطالب (شركة الموانئ) بتعويضه عن خسارته هذه، باعتبار ان المشروع قد بني لمصلحة شركة الموانئ، لكن وزارة التعليم العالي رفضته !! وهنا فكر الاخوان- الوزير و جاره - فتوصلا الى قرار تقترح فيه الشركة الموانئ على المستثمر شراء البناية منه، واعتبارها دائرة، أو مقراً جديداً لشركة الموانئ والاستغناء عن بناية (القبة)، التي هي جزء من تراث البصرة. وقد صيغ لها العذر على ان القبة بناية قديمة و متهالكة.. فبدأت المخاطبات الرسمية من الموانئ الى شركة المنصور . حيث يطالبون فيها المستثمر بتثمين التكلفة الاجمالية لغرض شرائها . وبعد كتب المخاطبة المضحكة، (وافقت) شركة المتصور على مقترح الموانئ ببيعها البناية، لكن بشرط ان تكون بسعر التكلفة، فضلاً عن تعويضها (أي تعويض المستثمر ) بقطعة ارض اخرى، مماثلة وبنفس المكان والمساحة .. ! هنا بدأ العمل. حيث شكلت المواني لحنة هندسية تشرف على تقييم التكلفة . . لتعود بعدها اللجنة المختصة برقم لم يتجاوز الثلاثة ملايين دولار فقط . وطبعا فإن هذا المبلغ لم يرض صاحب المشروع، فقام بعد فترة (بفرض) رقم خيالي لتكلفة البناية، وقدره ثلاثون مليون دولار .. هما سننهي هذا المختصر المفيد من حكاية البرمكي كاظم فنجان الحمامي، وبناية صديقه (ابو مروان) على امل استكمالها في يوم آخر.
*
اضافة التعليق