متابعة- العراق اليوم:
احمد عبد السادة
بعد وفاة الدكتاتور الشيوعي جوزيف ستالين في عام ١٩٥٣ انتظر الحزب الشيوعي السوفيتي ٣ سنوات ليعقد مؤتمره العشرين بزعامة خروتشوف في عام ١٩٥٦، ولينقلب في هذا المؤتمر على إرث ستالين الاستبدادي، إذ قام خروتشوف بفضح جرائم رفيقه الدكتاتور السوفيتي المخيف "ستالين" بعد ٣ سنوات من تحوله إلى جثة!!. وبعد استعراض خروتشوف لجرائم وطغيان واستبداد ومساوئ ستالين، قام بعض "الرفاق" بإرسال "قصاصات" ورق مطوية إلى خروتشوف تحوي ملاحظاتهم بيد موظف قام بجمعها من دون أن يفتحها، وعندما بدأ خروتشوف بقراءة القصاصات تفاجأ بسؤال محرج في قصاصة ومفاده: "أيها الرفيق خروتشوف لماذا لم تقل ان ستالين دكتاتور عندما كان حياً؟!" وقد قرأ خروتشوف السؤال أمام الجميع ثم وجه سؤالا للجميع مفاده: من هو الرفيق الذي كتب هذا السؤال؟! وهنا خيم الصمت على الجميع ولم يجبه أحد. وجه السؤال نفسه مرة أخرى وواجهه الجميع بالصمت "الرهيب" ولم يحصل على أي جواب من أي أحد. وبعد ذلك قال خروتشوف مخاطبا الرفيق "المجهول" والخائف الذي لم يكشف عن نفسه: هل تعلم يا رفيق لماذا لم أقل لستالين بأنه دكتاتور في حياته؟ إنه نفس السبب الذي منعك من الاجابة والإعلان عن نفسك . إنه الخوف يا رفيق !!. إذا حالفنا الحظ وبقينا على قيد الحياة وشهدنا انتهاء مرحلة الخوف في العراق وتكلمنا بدون خوف عن الذين سببوا لنا ولأهلنا ولبلدنا المآسي والكوارث - وخاصة مأساة قطاع ١٠ بمدينة الصدر - فإن الأجيال القادمة ستسألنا نفس سؤال الرفيق الشيوعي الخائف: لماذا لم تكشفوا أسماء الذين سببوا مأساة قطاع ١٠ وغيرها من المآسي في وقت حدوثها؟ وسنجيبهم بالجواب التالي: إنه الخوف يا أعزائي. إنه الخوف من الرفيق "ستالين" ومن أتباعه!!!
*
اضافة التعليق