بغداد- العراق اليوم:
الدكتور اكرم الحمداني
من خلال ما تم في الأسابيع الماضية من نقاشات واقتراحات وحلول لأزمة المياه العراقية وتجفيف نهر دجلة والفرات بفعل فاعل من دول الجوار !! وبغفلة واضحة ومتعمدة من ساسة الصدفة ومسؤولي المحاصصة، والتخلف الاداري ، من كل هذا وذاك توصلت إلى نتيجة واضحة يعرفها الكثير من العراقيين لكني اجد من المهم أن أشير إليها لنتذكر وعسى أن تنفع الذكرى!! فالحقيقة هي أن المسؤول العراقي موديل 2003 مسؤول بعقل محدود ومن جماعة (مشيها)! ولا نملك الا القول: (الك الله ياعراق)!فلا حلول ولا إبداعات خلاقة، ولا فعل ولا رد فعل! مسؤول اعتاد على ترحيل المشاكل والتسويف حتى في اخطر القضايا. فمثلا نطلق سراح ارهابي بعفو مغفل! لنجده لاحقاً مرشحاً لمجلس النواب وربما يكون خنجراً مسموماً في خاصرة المستقبل العراقي المجهول، او نرحل ونسوف قضايا مصيرية ومشاكل حدودية وهكذا، او قد نختار موظفاً في مجلس المفوضية من خلال انتخابات برلمانية مهمة ومصيرية لنلغي لاحقا بعضاً من نتائجها لشبهة فساد من هذا الموظف او المفوض ونمنع سفره لذات الأسباب! واقولها وبصوت عال، هناك الكثير من المسؤولين من موديل 2003 ممن لا فائدة منهم، لانهم بلا لون ولا طعم ، ولا رائحة..عفواً لهم رائحة نتنة عفنة مثل رائحة حظائر الخنازير أجلكم الله- مع التأكيد والاحترام لنخبة قليلة ذات كفاءة عالية- لكنهم للاسف لا يملكون قوة التأثير في القرار الإداري العراقي مثل قوة الفاسدين ( الله يحركهم). الآن سيقول لي قائل:: هاي شبقيت بيهم؟ فأقول لا شيء، لانهم لا شيء فعلاً ! والأخطر من هذا، ومن خلال أزمة سد اليسو (الله يهده ان شاء الله)، تبين لنا أن المسؤول العراقي( توه فز من نوم عميق، واستفاق مارده من القمقم متاخرا) ...والأدهى والأمر ان الوعي الشعبي البيئي كان نائما هو الآخر، ومع الأسف حينما تسأل العراقي عن نهر دجلة وتخبره بأن الخطر يهدده وسيموت هذا النهر العظيم الذي تغنى به شاعر العرب الاكبر الجواهري، فيقول لك: دكتور لاتصدك الماي يصعد بالتانكي! وكأن المشكلة تكمن في (تانكي الماي والحمام وإضافة تانكي آخر)! كما اقترح علينا السيد وزير الموارد التانكية!! عذرا المائية! وهذا الامر الغريب ان وزيراً يقال انه تكنوقراط يحجم ويصغر المشكلة الى حجم (تانكي) فحسب، كما فعل من قبل وزير الكهرباء حين قال لنا ان مشكلة الكهرباء تكمن في الكيزر ! وبالتاكيد فإن هذا الطرح الهزيل يعد استخفافاً بعقل المواطن العراقي، والذي لايمكن ان يقبل بهذا الامر، ولا يملك الا ان يتهكم عليه في نكات شعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ..... كما أن دور الإعلام كان للأسف متواضعاً ولم يكن يناقش المخاطر المستقبلية على البيئة والإنسان العراقي في حال تم تجفيف نسب عالية من دجلة ومياهه - مخاطر صحية وبيئية واقتصادية - بل تتعدى إلى أبعد من هذه الأخطار، وأقصد خطورة ما يهدد سلامة الامن المجتمعي في الريف والمدينة ! وما يهمنا هنا هو كيفية الرقي بالوعي الشعبي البيئي و الصحي لعموم الناس، والاهم البسطاء منهم، وتأشير ذلك بطريقة إعلامية وصحفية توصل المعلومة الطبية المبسطة لهم ولا تسيء لفهمهم، أو تقلل من حجم المشكلة..وهذا يحتم القيام بدور كبير للصحافة العراقية المخلصة، والقنوات العراقية الإعلامية الوطنية التي تحرص على سلامة شعب العراق وارض العراق ، حيث يجب وضع ستراتجية إعلامية وطنية للرقي بوعي المواطن، وخصوصا اهلنا وناسنا البسطاء.. عسى أن يكون طرحنا اليوم بهذا المقال المتواضع، ان نساهم في دفع عجلة الرقي بالوعي الشعبي البيئي والصحي بعيدا عن كهرباء الكيزر ومياه التانكي!
بقلم الدكتور أكرم الحمداني
*
اضافة التعليق