بغداد- العراق اليوم: بعد أن خرج بخفي حنين، ولم يعد يملك من التأثير الكثير على الواقع العراقي، ولم يستطع أن ينجز ما وعد به اسياده (الممولين)، والمانحين له المال المغطس بالذلة وشراء الضمير - إن كان له ضمير أصلاً - وحين لم يجد بداً سوى ان ينزل بنفسه الى الساحة، بعد ان اتضح أن كل ما بناه هو على جرف منهار، وان كل ما كان يقنع به القطريين من جهة والامارتين من جهة أخرى، عن كونه يمتلك (قاعدة عريضة)بين صفوف المجتمع السني، وحين قارب على اعلان افلاسه السياسي تقريباً، لم يجد خميس الخنجر سوى لعبة نفخ البالونات الاعلامية واطلاقها، علها تأتيه ببشرى أو على الأقل ليسمع مموليه صوت دوي انفجارها، وذلك اضعف الايمان! فالخنجر الذي تحالف مع ال النجيفي في ما سمي بتحالف القرار، لم يحصد سوى الهزيمة النكراء، اذ لم يحصل سوى 3 مقاعد يتيمة في مجلس النواب، فيما حصل ال النجيفي على 8 مقاعد، وبالتالي عرف الخنجر أن عزلته السياسية، بدأت بالفعل لاسيما، وأنه عرض نفسه هذه المرة لاختبار حقيقي، أو لنقل ان مموليه الخلجيين اصروا عليه ان يدخل الحيز الانتخابي ليعرفوا وزنه بالضبط، بعد أن صدع رؤوسهم سنوات طوال وهو يدعي امتداده في الفضاء السياسي السني، وقوة تأثيره ونفوذه الواسعين. وقبيل الانتخابات النيابية فضلَ الخنجر الانسحاب بشخصه من المنافسة بعد أن أيقن انه لن يحصل على مقعد لشخصه في المجلس النيابي، وبذلك ستكون فضيحته بجلاجل كما يقول المصريون. ان وضع الخنجر في هذه الزاوية بمثابة خنق له من مموليه الذين استشعروا متأخرين أن الرجل مجرد مقاول سياسي فاشل وفاسد في ذات الوقت، وأن تجارته مجرد اوهام يصدرها لهم عبر محاربة ما يسمى بالنفوذ الايراني، واخضاع المنطقة الغربية من العراق لنفوذ تلك الدول، وكان يتلقى ازاء هذه الوعود والاغراءات التي يقدمها لاولئك الموتورين من الوضع العراقي الجديد ملايين من الدولارات. ان سياسة التدافع في الساحة السنية، وكذلك دخول الاجندات المتعارضة فيها، افسدت على الخنجر طبخته، فما كان منه الا ان لجأ مضطراً الى اللعب المكشوف هذه المرة، بعد شراء ضمائر اعلامية ومؤسسات صحافية مبتذلة ورخيصة، في محاولة ترويجية بائسة لغرض تسويقه من جديد عبر تصوير عودته الى بغداد، كأنها أمل ينتظره العراقيون، وأن ثمة وزناً سياسياً للرجل في بغداد، وأنه سيحظى بدعم سياسي غير مسبوق، فيما الواقع يؤكد ان وزنه السياسي بقياس ما حصل عليه من عدد مقاعد في مجلس النيابي لا يتجاوز 0.5% اي نصف الواحد في المائة، فأي وزن سياسي لرجل تغلبت بعض قوائم الاقليات العراقية المحترمة على ما حصل عليه من أصوات!! محاولة الخنجر في تصوير عودته بهذا السيناريو، هي جزء من مخطط يسعى الى الحفاظ على تلك الصورة التي ظلت مسيطرة عن أن للرجل نفوذاً سياسياً وشعبياً واسعاً، لكن الوقائع كانت له بالمرصاد، ومع سعيه الحثيث بلقاء شخصيات سياسية ذات وزن في المشهد الانتخابي ومنهم زعيم تحالف سائرون للاصلاح السيد مقتدى الصدر لاكتساب شرعية معينة، أو لايصال صورة لمموليه عن قدرته على التواصل مع ارفع الشخصيات، والتأثير الفاعل في المشهد التحضيري لتشكيل الحكومة العراقية القادمة، الا أن هذه الجهود باءت بالفشل حيث اعتذر الصدر عن لقائه بداعي العودة للنجف واللقاء بالمرجعية، كما تقول المعلومات، كما ان اغلب رؤساء القوائم السياسية رفضوا مقابلته والحديث معه اصلاً، بسبب ضعف تمثيله السياسي اولاً، وقبل ذلك أن الرجل مطلوب للقضاء العراقي بتهم خطيرة، ومتورط بملفات قاصمة، كدعمه لمنصات العار والشنار، وتنفيذ مخطط تسهيل دخول عصابات داعش، وتلويحه باسقاط بغداد بواسطة (الثوار) من داعش. لكن محاولات النجيفي لم تنته، فلقد اطلقت الماكينات الانتخابية التابعة له بالون اختبار، أو لنقل فقاعة اعلامية أخرى عبر تسويق ترشيح الخنجر كرئيس جمهورية العراق، وهو ما يعني رغبة الرجل بالبقاء في دائرة الضوء الاعلامي، وان كانت دائرة ضوء كاذبة، كما أن الخنجر ذاته يدرك استحالة ذلك، لكنه يدفع بهذا الاتجاه، بإعتباره الباب الوحيدة التي تخرجه من مأزقه الذي هو فيه الان. معلقون ردوا على تلك الانباء تهكماً بالقول اذا كان هناك من هو مستعد لقبول خميس الخنجر كرئيس جمهورية للعراق، يتوجب عليه ان يقبل، وان نقبل نحن كذلك بتسليم ابو قتادة التونسي حقيبة وزارة الدفاع العراقية، وابو حذيفة الليبي وزارة الداخلية، وابو دجانة المغربي حقيبة الخارجية، وان نسمح بعودة المجرم البغدادي للعراق ليمارس دوره في ظل رئاسة الخنجر، فكلهم ينهلون من إناء اجرامي واحد. ثم عن أي تضحية ومقاومة نتحدث اذا كنا سنسمح بعودة امثال هولاء الى الواجهة مجددًا. في الاثناء كشفت مصادر قضائية في بغداد صدور مذكرة اعتقال ومنع سفر ضد خميس الخنجر بعد وصوله بغداد بساعات قلائل. وأكدت مصادر في بغداد أن دعوة سابقة رفعت في محكمة تحقيق الرصافة من قبل النائبة عالية نصيف ضد خميس فرحان علي العيساوي المعروف بخميس الخنجر بتهمة التحريض ضد الجيش العراقي والاجهزة الامنية. من جانب آخر كشف مصدر في المكتب الخاص للسيد مقتدى الصدر عن رفض الاخير استقبال الخنجر من قبله أو حضوره ضمن الوفد المرافق لأسامة النجيفي الذي طلب لقاء الصدر كذلك. وقد وصل الخنجر إلى اربيل مساء الخميس بحراسة وحماية الأكراد من بغداد إلى اربيل عبر شركة الخطوط الجوية العراقية تحسباً لاعتقاله.
*
اضافة التعليق