بغداد- العراق اليوم:
سريعًا تحول الأخوة الى اعداء واضحين، وسريعًا جرت عملية مسح المرؤة والاخلاق الاسلامية والعربية والانسانية في ما يعتقده هولاء خصومة سياسية، فيما الواقع أن لا خصومة لتحالف الفتح بكل مكوناته مع أي طرف على المستوى الشيعي أو السني أو الكردي، بل أن خصومته الواضحة وعداءه المعلن كان ولم يزل مع الدواعش أينما حلوا وأينما وجدوا، فداعش ومن معه من القتلة والإرهابيين هم خصومه ألالداء، يضربهم أينما نزلوا، فلماذا حولت اطراف شيعية وسنية وحتى كردية نفسها الى عدو لتحالف سياسي يرفع شعار المصالحة فوق المصلحة ويدعو الى لم الشمل العراقي، ودعم عمليات التحرير والانتصار التي رويت بدماء زاكيات قدمها خيرة شباب العراق. فالفتح -وليس دفاعاً عنه- يحمل وردة حب وسلام لكل فضاءات الوطنية الرحبة، فما الذي خنق هولاء المنافسين، ودعاهم لهذه الاثارة والتسقيط الرخيص بحق زعيم البندقية المجاهدة، ولمَ استفزت خطابات الفتح وقادته العقلانية كل هذه الجهات، وحين لم تجد ثغرة أو عيبًا لدى خصومها، صارت تختلق العيوب له، وتجترح الثغرات المتخيلة! أ يكون هذا بسبب ما يشاع عن رغبة الفتح برئاسة هادي العامري في نيل مقعد رئاسة الحكومة القادمة اذا ما حصل على تفويض شعبي، ودعم سياسي من قبل ابناء الشعب العراقي، وهل هذا لو صح مدعاةً للخصومة والتسقيط وشن الحرب الاعلامية الصفراء، واختلاق احاديث كاذبة ومزيفة، وبذل جهود في فبركة فيديوهات، أو اقتطاع احاديث من سياقها التاريخي والمنطقي، ومحاولة تصديرها للعامة على أنها اراء ومتبنيات حديثة!. هل هذه هي كل الطرق التي تعرفها هذه الجهات للمنافسة السياسية، وهل تعتقد أن أقرب الطرق الى الناخب، هو الصعود على اكتاف الأخرين، وتسلق ظهورهم حتى وأن كانت وجوههم وصدروهم مفتوحة امام جبهات العدو! أ يستحق الكرسي كل هذا النكران والتنكر، وتناسي كل الدماء الطاهرة التي سالت نهرًا ثالثاً، وكل الجراحات العظيمة التي قدمها هولاء الأبطال المجاهدون، فيشن اخوة يوسف، حملات تسقيط وتشويه ظالمة، ضد أخ لهم لم يتردد ولا لحظة في أن يقدم نفسه قربانًا لبلده، ويدافع عنهم وعن جميع فئات الشعب العراقي، في وقت كان فيه الكثير من هؤلاء "الأخوة الأعداء"يعدون العدة للهروب الى من " حيث أتوا " ! حيث وصلت فلول داعش الى ما بعد سكة القطار في منطقة الكرخ من بغداد، فهل نسيتم "يا ناكري الجميل" كل هذا ورضيتم ان تفتحوا سطوحكم، ومنصاتكم للمال القذر ، فيهاجم غلمانكم ومرتزقتكم اليوم رمزًا من الرموز المقاومة والوطنية التي بذلت ما بذلت! كيف يمكن ان نفهم تعاقد رئيس تحالف النصر مثلاً حيدر العبادي مع شركة لبنانية متخصصة في التأثير والدعاية الاعلامية لغرض تسويق وفبركة الاتهامات ضد من يعتقده خصمه السياسي في تحالف الفتح، وكيف يرضى عمار الحكيم لغلمان الحكمة أن يسخروا منصاتهم وجيوش عبطان الالكترونية لتدمير سمعة مجاهد، عرفوه أكثر مما عرفوا غيره، وهو الذي أفنى سني عمره في مقارعة الدكتاتورية تارةً وفي مقارعة بقاياها تارةً أخرى؟ كيف يهون كل هذا ولأجل من يصار الى أن تتبع هذه الطرق الرخيصة، وهل تنتظرون من العامري وقادته وانصاره الرد بمثل هذه الطريقة التي لا تنتمي الى أي خلق وطني، ولا تخصع لأي عرف محترم؟! ابدًا لن يرد هولاء عليكم، ولن يقولوا فيكم الا ما قاله هابيل لأخيه قابيل: (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين). نعم أنهم من مدرسة علي بن أبي طالب (ع) الحقة، المدرسة التي تعفو حين تملك، وتعلو على الجراحات مهما كانت عميقة وقريبة، هولاء من مدرسة عرفوا فيها أن القيم اعلى من المكاسب، وأن المبادئ تعلو فوق كل اعتبار مهما كان هذا الاعتبار! أن الهجوم الاعلامي الهمجي وحملات الفبركة المفتعلة ليست وسائل للكسب، كما أنها لن تؤثر على الرأي العام الذي خَبر هذه الوسائل، وعرف هذه الاساليب، ولن يخدع منها تارةً أخرى، فشعبنا المكافح مؤمن بقيادته التي تصدت ووقفت وصدت عنه بصدور عارية، لا كما تفعلون أيها المختفين في الغرف المظلمة، الا ساء ما كنتم تفعلون. سيبقى العامري شيخ المجاهدين العراقيين، ورايتهم الخفاقة، وسيبقى قاسم الاعرجي ذلك البدري الأصيل الذي يحمل مسؤوليته بقوة وبأس، ويحمي عرين بلاده مهما تعاظمت الخطوب والنائبات، وسيبقى جميع رفاقهما من شركاء البندقية الحرة المجاهدة شامخين ومرتفعين فوق كل الضغائن والردود المتوترة، وفوق اساليب التسقيط والرد بالمثل . ان غدًا لناظره قريب، وسيهزم الجمع منهم، وسينال المجاهدون استحقاقهم الوطني عبر صناديق الإنتخاب، وسينتهي المرجفون والمبطلون الى حيث!!
*
اضافة التعليق