العراق اليوم - خاص :
لم تكن فاطمة تعلم أن نهايتها ستكون هنا بين هذه القضبان الغليظة، فهي كما تقول لمراسل العراق اليوم الذي زار أحدى سجون النساء في جنوب العراق، لم تدخل مركز شرطة في حياتها سوى المرة التي القي فيها القبض عليها، وتم ايداعها السجن بعد ان ارتكبت جريمة القتل. فاطمة التي تبلغ من العمر 33 عاماً، تتذكر بشيء من الحذر ما حدث قبل تسعة اعوام بالضبط،حين اقدمت على استخدام سكين حادة في طعن ابن عمها، اثر نزاع عائلي، كان الضحية قد تجاوز فيها كل الخطوط، حين هجم الظهيرة على منزلهم وطرح اخاها الوحيد ارضاً بنية قتله، ولما ارادت ان تخلص أخاها منه لم تجد سوى استخدام سكين المطبخ الحادة حلاً، أزاء تعنت الضحية الذي حاول ان يكون قاتلاً، لكنه اصبح قتيلاً فيما بعد. فاطمة التي تقضي حكماً بالسجن لعشرين عاماً، لا تدري كيف ارتكبت هذه الجريمة، ولكنها تؤكد أنه مجرد ضحية هي الأخرى لعائلة غير مستقرة اودت بها الخلافات العائلية الى ان تتحول الى قاتلة دون سبق اصرار وترصد.
قتلت زوجها ... والسبب! تركنا فاطمة وحكايتها، واتجهنا لأزهار التي تبلغ من العمر 43 عاماً، وهي تواجه حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت، تسكن في مجمع الصالحية السكني، نالت هذا الحكم بعد ان اقدمت على قتل زوجها، عنوةً، حيث تؤكد ان استخدمت ايضاً سكيناً حادة لطعنه اثناء النوم. ازهار تقول لـ " العراق اليوم"ـ انها ايضاً ضحية !، وتضع يدها على الأخرى وتعتدل بجلستها، وتضيف " ما كنت لارتكب هذه الجريمة، لو لا تصرفاته التي قادتني الى فعل اجرامي مثل هذا ". وتشير الى انها ضحية لزواج غير متكافئ، حيث انها تزوحت بعمر مبكر جداً، وظلت تعاني من مشاكل أسرية متواصلة لم تكن تنتهي سوى بأحد الحلول أما ان اقتله اويقتلني هو ! لكن الواقع انهما سيكونان في النهاية قتيلان، فالزوج قتل غدراً، حيث كان ينام نوماً عميقا اثر تناوله لحبوب مخدرة كما تدعي الزوجة القاتلة، فيما تنتظر ازهار هي الأخرى حكماً بالقتل، لكنه حكم العدالة التي رأت ان تقتص للجريمة. بين ازهار التي تنتظر تنفيذ حكم الموت، وزوجها الذي انهت حياته هي، اطفال ظلوا مشردين بعد ان رفضت عوائل الطرفين ايوائهم، تتذكرهم ازهار فتسيل دمعة خفية تمسحها بسرعة من على خديها بإصرار ومكابرة على ما يبدو. قابلنا الكثير من المدانات باحكام، وكانت الروايات تتشابه من حيث دفاع الجميع عنه، لكننا توجهنا الى أحد ضباط التحقيق والذي طلب منا الاكتفاء بنشر المعلومات فقط دون تفاصيل او اسماء احتراماً للخصوصيات، يقول المقدم ج.أ، والذي تمتد خدمته في العمل الجنائي والأمني الى قرابة ربع قرن، انه واجه في حياته المهنية الكثير من ملفات القتل، وغالباً ما كانت المرأة طرفاً فيها للأسف، عكس التصور الذي يرى ان المرأة كائن لطيف لا يمكنه ارتكاب جرائم مثل هذه . يطلعنا المقدم على أحد الملفات التي اشرف على التحقيق فيها، يقول للأسف استخبرنا بفقدان أحد الاطفال في منطقة الشعلة، ولدى البحث كلفت بقيادة فريق العمل، زرت اهل الطفل المفقود زيارات متواصلة لغرض جمع المعلومات الكاملة، وتواصلت مع جميع ذوي الطفل المفقود ايضاً، وبعد بحث طويل، بدأت اجمع اوراقي وبدأت تتضح الصورة، فعرفتُ ان اهل الطفل المفقود هم العوائل الميسورة، ولذا فأن دافع الجريمة هذه المرة مالي دون اي سبب أخر. اتجهت لجمع المعلومات عن جيران العائلة، وركزت في البحث عن الجيران ذوي الحالة المادية البسيطة، والاكثر قرباً من العائلة، سألت والدة الطفل عمن تتواصل معهن بالأسماء، وقد زودتني بجميع الاسماء، وقد طلبت منها عدم اخبار اي جهة او طرف او جارة بهذا الطلب ! لكنها للأسف لم تلتزم فسربت الخبر، فكان الطفل ضحية . بعد يومين داهمت منزل أحد جيران العائلة والتي كانت تسكنه ارملة مع اطفالها الخمسة، وبعد تفتيش طويل، وجدتُ المفاجأة، فقد قادني البحث الى خزانة الملابس " الكنتور" والتي بدت فيها ان احد ادراجها تحتوي ملابساً اكثر من غيرها، قلبنا الملابس على الأرض لنفاجأ بوجود الطفل ميتاً بعد ان اقدمت هذه الأم على خنقه بلا رحمة ! القيت القبض عليها على الفور، وبدأنا التحقيق واتضحت دوافع الجريمة، حيث كانت الام الارملة تفكر بابتزاز الجيران عبر خطف الطفل بعد ان استدرجته بطريقة ماكرة، لكنها خشيت افتضاح الأمر، فبادرت الى ارتكاب هذه الجريمة . في الزيارة التي قمنا فيها للسجن، واجهنا هذه الأم القاتلة، والتي امتنعت عن الحديث معنا، فلم نشأ ان نضغط عليها للحديث معنا، لكننا علمنا بعد ايام ان السلطات المختصة نفذت حكم الاعدام فيها بحسب حكم قضائي بات . في سجن أخر كانت قضية ام علي البالغة من 59 عاماً وابنتها المطلقة البالغة من العمر 34 عاماً لا تزال في طور التحقيق طلبنا من المقدم مساعدتنا على لقاء الموقوفات، لكنه طلب منا الانتظار ريثما يتم الشروع بالمحاكمة، بعد ايام قليلة تواصل فريق العمل مع المقدم الذي اخبرنا بصدور حكم القضاء العادل بحق الام وابنتها، بالاعدام شنقاً حتى الموت ! وعن سبب هذا الحكم القاسي، كانت هذه التفاصيل، كما روتها الأبنة، حيث قالت أنها بالتعاون مع الام قامتا بقتل زوجة اخيها الوحيد بعد ان اتهمتها بالوشاية والتسبب بخلافات كبيرة مع الأخ. حيث تؤكد ز. ع انها قامت بالتعاون مع امها بخنق زوجة اخيها، التي اكتشفت ان ثمة علاقة محرمة كانت تجمعها مع شخص من المنطقة وقد ضبطتها اكثر من مرة في وضع مخل معه، وكانت تهددها باخبار اخيها، وازاء هذا الضغط لم تفلح ز وامها بايجاد حل لهذه المشكلة سوى باللجوء الى القتل، وقد ارتكبتا الجريمة بالفعل وقامتا بتقطيع جثة الضحية ورميها ليلاً بعد ان استغلتا عدم وجود زوجها حيث يعمل في أحدى المحافظات ويغيب عن المنزل لايام متتالية. جريمة داخل جريمة! تقول ز انها اقنعت اخيها بأن زوجته قد هربت مع عشيق لها، بعد ان كانت على علاقة محرمة معه طوال الفترة السابقة، لكن اهل الضحية رفضوا هذا التبرير وقاموا بابلاغ الجهات الأمنية التي سرعان ما اكتشتفت الجريمة بعد العثور على جثة مقطعة الاوصال في منطقة نائية في المحافظة، وجمع المعلومات ومطابقتها اتضحت الحقيقة !