رغماً عن المتزمتين، الباحث الاسلامي علي المؤمن يمد جسراً في شارع المتنبي بين الإسلاميين والعلمانيين

بغداد- العراق اليوم:

على قاعة المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي ببغداد؛ أقام تجمع أبناء النهرين يوم الجمعة الماضي (١٦/ ٣/ ٢٠١٨) ندوة نخبوية بعنوان ( الحوار الاسلامي- العلماني: مدخل للقبول بالاخر)؛ بحضور جمع غفير من المثقفين والمهتمين؛ من الاسلاميين والعلمانيين وغيرهم.

تحدث في الندوة الباحث الاسلامي الدكتور علي المؤمن؛ الذي أكد في بداية محاضرته ضرورة الحوار بين الاسلاميين والعلمانيين، واهمية الاستماع لوجهة نظر الآخر؛ كمدخل للقبول به؛ وفق منهجية علمية موضوعية بعيدا عن الاشتباك السياسي، والانفعالات، و المهاترات الشعبوية، والاختباء وراء مصطلحات فضفاضة؛ كالمدنية، او دعوات الالغاء والاقصاء و التكفير، وذلك من أجل تثبيت دعائم الحوار البناء مع الآخر المختلف فكريا وايديولوجيا، وتحديدا التيارات العلمانية والتيارات الاسلامية؛ لأن الراهن العراقي لم يعد يحتمل مزيدا من التشرذم المجتمعي والشد الايديولوجي العصابي.

و أضاف الدكتور المؤمن: في زحمة صراع التيارات الفكرية و الحزبية و التوجهات الاجتماعية؛ لابد أن نعيد قراءة المشهد العراقي الحالي، ونتعالى على الماضي وشعاراته وجراحاته، ونتحاور مع التيارات المختلفة؛ على أساس المشتركات الانسانية والوطنية والاجتماعية، بعد العمل الجاد على اكتشافها. ونحن بهذا ننطلق من المبادىء الإسلامية القرآنية في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، والقول اللين، والكلمة السواء؛ بهدف حفظ كرامة الانسان وحقوقه وحرياته؛ ايا كان توجهه الفكري، و تطبيق مشروع العيش المشترك وبناء الوطن والدولة؛ رغم الاختلافات الايديولوجية بين التيار الاسلامي والتيار العلماني. لذلك فان التعاطي مع الاخر و اعطاء فرصة لتلاقح الافكار هي خارطة طريق لكسر نمطية حراك الساحة العراقية، والانفتاح على جميع التيارات الفاعلة في الاجتماع الثقافي والسياسي.

و قد اعقبت المحاضرة مداخلات للحضور وأسئلة. و قام الدكتور علي المؤمن بالاجابة عليها بموضوعية وسلاسة؛ برغم محاولات بعض المداخلين إثارة أجواء البلبلة؛ مما أغنى الندوة، وجعلها تتجاوز السقف الزمني المحدد لها .

علق هنا