بغداد- العراق اليوم:
ثمة غموض يشوب عملية التحالفات الانتخابية التي اعلن عنها لخوض معترك انتخابات 2018 المؤدية لتشكيل مجلس النواب العراقي بنسخته الرابعة بعد اقرار دستور البلاد الدائم، بل ان بعض التحالفات الانتخابية شكلت صدمة حقيقية للشارع العراقي، فيما حملت بعض التحالفات ايضاً مفاجأت من العيار الثقيل، ففي الوقت الذي كان يأمل البعض من تحالف رئيس الوزراء أن يكون تجديدًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، جاء محملاً بالمخضرمين والوجوه التي سبق وان كانت في المشهد الانتخابي، وفي الوقت الذي كان يأمل البعض من أن يكون تحالف " سائرون للاصلاح " الذي شكله الحزب الشيوعي مع "الاستقامة" المدعوم من السيد مقتدى الصدر، عابراً للطائفية، وخالياً من دعاتها، أو وجوهها السابقة، شكل حضور مضر شوكت فيه صدمة لجماهير هذه القائمة، التي كانت تتوقع ان تكون بيضة القبان في المجلس النيابي القادم، فهذا المرشح وطروحاته الطائفية الفجة التي كان يطلقها في فضائيات ومنابر اعلامية معادية للتجربة العراقية، وداعيةً لترسيخ النهج الطائفي بوضوح لا لبس فيه، الى الحد الذي كان يدعو فيه هذا الرجل الى تشكيل "جيش سني" بحت لاستعادة السلطة، أو اعادة ضباط الجيش السابق، وغيرها من بعض الطروحات الغريبة وذات الرائحة الطائفية التي تنتن الجو السياسي، فكيف يمكن أن يكون هذا الطرح موجوداً في قائمة يفترض أنها تجاوزت تلك المرحلة، وعبرت لاستنشاق عبير الفضاء الوطني الحر. مضر شوكت السياسي الذي عرف عنه عمله مع زعيم المؤتمر الوطني الراحل المرحوم احمد الجلبي قبل ان ينقلب عليه، لم يعرف يوماً الا بخطاب طائفي موتور، ومحاولات بائسة لاجتذاب الشارع السني المتشدد، من قبيل تصريحه لجريدة الغد الأردنية في حوار منشور له في 5 نيسان 2015، عن تشكيل قيادة للسنة في العراق، ودعوته للشيعة ان يكفوا عن كونهم اداة لايران ان ارادوا عراقاً موحدًا، وفي ذات المقابلة : "نحن نعمل لبلورة قيادة للعرب السنّة، معترف بها، وستعلن عن ذلك دولةٌ شقيقةٌ"، مدعياً حينها أن "المكون العربي السني لن يدخل الحرب ضد داعش في الموصل إلا بضمانات عربية ودولية، وبإقرار خريطة طريق لعراق ما بعد داعش. لعراق يحفظ التوازن الفعلي بين أبنائه وقومياته وطوائفه. عراق عربي لا يكون اداة للمشروع الايراني". شوكت: العراق رأس حربة لمواجهة ايران ! وفي ذات المقابلة يدعي شوكت او يدعو لأن يكون العراق رأس حربة في مواجهة الجارة ايران، يقول "العرب السنّة في العراق سيشكلون رأس حربة الأمن القومي العربي في مواجهة المشروع الإيراني" ويفصح شوكت عن اعتقاده بأنه "في دعم العرب السنّة في العراق سيتسنى للدول العربية الأربع أن تبدأ هجوماً معاكساً يخرج ايران من المنطقة ويعيد الاعتبار للأمة". وقال في هذه المقابلة العجيبة : "بدأنا نتحرك في صوغ مثل هذا التحالف وهناك أيضا دول بدأت في التحرك. وأنا هنا أدعو النواب السنّة للانسحاب من البرلمان لكي يضعوا حداً لشهادة الزور التي يقومون بها. لدي اتصالات مع كثير منهم وأحثهم للانسحاب لإماطة اللثام عن الوجه القبيح للنظام الطائفي. إن انسحاب النواب والوزراء السنة من الحكم سيعني حرمان النظام من الشكل التعددي والتمثيلي لمكونات العراق وسيعرّي وجهه القبيح وطبيعته الطائفية". وأكد شوكت أن لديه "اتصالات مع أوساط شيعية كثيرة توافقني على توجهاتي، وقد اتصلت بي شخصية شيعية كبيرة مؤخرا تؤكد انضمامها إلى مسعانا الانقاذي، وهذه الشخصية أكدت لي أنه لن ينقذ الشيعة العرب وعروبتهم إلا الانضواء في هذا التوجه الوطني الذي نأمل أن يعيد للعراق وجهه العربي ومكانته في أمته". فمن هي هذه الشخصية الشيعية التي تتفق طروحاتها مع طروحات شوكت الخبيثة والعدوانية؟!
*
اضافة التعليق