الاهمية الاستراتيجية لتلعفر أسهم بتحالف الحشد الشعبي مع حزب العمال الكردستاني

بغداد- العراق اليوم:

مدينة تلعفر لم تعد مثل بقيّة المناطق المتنازع عليها بل أصبح النزاع عليه اقليمياً بين تركيا وإيران مما يفتح المجال لتحوله الى قضية دولية خاصة بعد أن اصبحت التوترات وحرب التصريحات بين تركيا و«قوات الحشد الشعبي» صراعاً مفتوحاً تتكرر بشكل شبه يومي.

فبعد أن تعرض تلعفر لهجوم داعش ونزح سكانها الشيعة لم تتحرك أنقرة للتدخل فيما يجري بالمدينة، لكن وبعد بدء عملية استعادة الموصل اكتشف الرئيس رجب طيب أردوغان أهمية المدينة وبدأ بالإهتمام بالمنطقة خاصة بعد تقدم الجماعات الشيعية نحوها وقال بنبرة تحمل التهديد "إذا أرهَبت «قوات الحشد الشعبي» تلعفر، سيكون ردّنا مختلفاً"، فيما شدد زعيم منظمة بدر القريبة من إيران هادي العامري في وقت سابق أن تلعفر ستكون مقبرة للجنود الأتراك إذا حاولت تركيا الدخول في معركتها".

وقبل العامري، ردّ رئيس الحكومة العراقيّة حيدر العبادي بداية تشرين الثاني على الرئيس التركيّ، بأّن حكومة العراق أحرص من غيرها على تلعفر، ولم يخف العبادي في تصريحه قلقه من وجود خطر تركيّ إذ قال إنّ "خطر التدخّل التركيّ ما يزال موجوداً"، في اشارة الى تواجد القوات التركية في بعشيقة على بعد مسافة 12 كلم عن قضاء تلعفر.

وتمثل تلعفر أهمية لإيران الساعية إلى تأمين الوصول إلى سوريا عبر أرض العراق، وتركيا التي تريد إعادة الأمجاد العثمانية التوسعية ومنع انتشار النفوذ الشيعي على حدودها مع العراق حيث يخشى أردوغان من أن تتحوّل تلعفر التي تبعد مسافة 60 كم عن الحدود التركيّة، مكاناً للفصائل الشيعيّة المقرّبة من إيران في ظل حديث تركي متواصل عن تحالف الحشد الشعبيّ مع حزب العمّال الكوردستانيّ أو تسهيل الحشد إيصال السلاح إليهم لاستعماله ضد تركيا.

ورغم أن تركيا تصر على وجود صلة قرابة بينها وبين سكان تلعفر ذات الأغلبية التركمانية الا أن السيطرة الشيعية على تلعفر بعد 2003 جعلها محل اهتمام الأوساط الإيرانية، وفي داخل المدينة تدور صراع خفي بين التركمان المنقسم على الشيعة والسنة والولاءات المختلفة من جانبيهما مما يشكل ارضية صراع مستقبلي يسهّل عمليّة التدخّل الإيرانيّ والتركيّ فيها. 

علق هنا