بغداد- العراق اليوم:
كشفت وثائق حصلت عليها العراق اليوم عن “إبداع” سلمان الجميلي و”مواهبه” في الفساد، حتى وصل به الحال إلى أن يخاطب “نفسه” ويستثني “شركاته” بطلب منه وله!!.
هذه ليست أحجية رمضانية، بل هي واقع في الدولة العراقية، الجميلي تمكن من الحصول على ثلاثة مناصب، وزير التخطيط ووزير التجارة وكالة ورئيس لجنة الشؤون الاقتصادية في مجلس الوزراء، مناصب تسيطر على جسد البلد الاقتصادي والمالي، ومن خلالها بات الجميلي يخاطب نفسه بكتب رسمية، ويطلب من نفسه استثناء لشركة معينة، سواء تابعة له او لأبن أخيه أو أجنبية متلكئة في عملها، كل هذا وهو جالس في مكتبه!.
إذ أشارت الوثائق إلى أن “الفاسد الثلاثي” يرسل كتبا رسمية من لجنة الشؤون الاقتصادية للتخطيط والتجارة، ويعود بالجواب، بشأن مناقصات الحنطة والسكر وغيرها من المواد الغذائية، بالإضافة إلى عقود التجهيز، وأن أغلب الكتب كانت طلب استثناء، وبعد ذلك يعود الجميلي ليوافق على الكتب التي أرسلها لنفسه، وبهذا يتم تسيير كل ما يبتغيه من عقود وصفقات وإدخال أي شركة يريدها للعمل مع الدولة.
إحدى الوثائق، تشير الى انه منح عقد تجهيز لشركة كاركل الأمريكية، التي تدين للعراق بـ28 مليون دولار، وتهربت من تسديدها، ليأتي الجميلي ويمنحها عقدا بتجهيز 300 ألف طن من الحنطة، بعد استثناء طالب به نفسه، من صفته رئيسا للجنة الشؤون الاقتصادية إلى منصبه الثاني وزير التجارة وكالة، وهذا تم دون أن تسدد الشركة ما بذمتها من ديون.
صاحب الملف “الأقذر” في الفساد المالي، لم تتوقف حكايته عند منح العقود لشركات فاسدة مقابل عمولات بملايين الدولارات، بل سعى لتعيين حسين الكرطاني، المطلوب للقضاء بتهمة الانضمام لتنظيم القاعدة وتورطه بعمليات إرهابية، بمنصب نائب الأمين العام لمجلس الوزراء، حيث انه يشغل منصب مدير عام القطاعات في وزارة التخطيط.
الكرطاني، المنتمي للحزب الإسلامي حاليا، حاول الجميلي فرضه على رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ليكون ذراعه الأخرى في الداخل، بعد أن استولى على أهم 3 مناصب في الدولة.
اختيار الجميلي للكرطاني، لم يكن بلا تخطيط، لأنه حاول زرعه داخل جسد الحكومة، ليكون على إطلاع مباشر بما يجري في الوزارات وما هي العقود التي يتم العمل عليها، مع علمه بأن الكرطاني على ارتباط بالتنظيمات الإرهابية، وأن أقاربه انضموا لتنظيم داعش.
*
اضافة التعليق