بغداد- العراق اليوم:
اياد السماوي لم يكن لأحد أن يتصوّر أنّ حركة ( لا ) التي قادت الحملة المناهضة لاستفتاء أل 25 من أيلول 2017 بقيادة رجل الأعمال الشاب شاسوار عبد الواحد , ستتحوّل بعد الاستفتاء الذي مني بالفشل الذريع إلى حركة سياسية تقود الغضب الجماهيري العارم ضدّ الاقطاعيات السياسية الفاسدة , ولم يكن لأحد أن يتصوّر أن رجل الأعمال الناجح الشاب شاسوار عبد الواحد سيترك عالم المال والنجاح والشهرة ليلتحق بركب المناضلين ويتقدّم صفوف أبناء الشعب الكردي الساعين للخلاص من حكم العائلات الفاسدة التي سرقت ثروات وأموال الشعب الكردي ويؤسس حركة الجيل الجديد التي قادت انتفاضة الشعب الكردي الأخيرة في السليمانية والأقضية التابعة لها , ولم يكن لأحد أن يتصوّر أنّ هذه الحركة الشبابية الفتية ستتحوّل إلى بركان غضب يكتسح الشارع الكردي , خصوصا بعد اعتقال مؤسس الحركة في مطار السليمانية بعد عودته من لندن من قبل قوّات الأمن التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني , وحركة الجيل الجديد هي حركة جماهيرية ولدت من رحم معاناة الشعب الكردي وآلامه , فبعد خمسة وعشرون عاما من التّسلّط لم يحصد الشعب الكردي من حكومات أربيل والسليمانية , سوى انعدام الخدمات وتدّني المستوى المعاشي وانقطاع الرواتب عن أبناء الشعب الكردي بسبب السياسات الفاشلة والفاسدة التي انتهجتها حكومات الفساد في أربيل والسليمانية . والشعب الكردي الذي ناضل من أجل حقوقه العادلة وقدّم التضحيات الجسام ضدّ نظام البعث المجرم , لم يكن ليقدّم هذه التضحيات والدماء من أجل أن يتسلّط مسرور ومنصور ونجرفان وقوباد على رقاب ومقدّرات الشعب الكردي , ويؤسسوا لهم امبراطوريات مالية هي أموال أبناء وفقراء الشعب الكردي الذي ضّحى من أجل كردستان وحقوق الشعب الكردي , ومن خلال متابعتي الدقيقة لمجريات الأحداث في إقليم كردستان .. استطيع القول أنّ حركة الجيل الجديد سيكون لها شأنا كبيرا في الانتخابات النيابية والمحلية القادمة , وستكتسح الشارع الكردي بسبب مصداقيتها في التصدّي للفساد والفاسدين في إقليم كردستان , ومن المرّجح أن تكون في مقدّمة الحركات السياسية في الإقليم , وقد حاولت بعض الأوساط المشبوهة أن تضللّ الرأي العام الكردي بأنّ إيران هي من تدفع شاسوار عبد الواحد لمعارضته استفتاء مسعود بالانفصال عن العراق , وإنّه وشقيقته النائبة سروة عبد الواحد المتصدّية بقوة لمسعود وزمرته مرتبطون بإيران من خلال زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي , ومن خلال الرصد الدقيق لنشاط حركة الجيل الجديد أستطيع القول أنّ المستقبل في إقليم كردستان هو لحركة الجيل الجديد , خصوصا بعد انحسار حركة التغيير الكردية التي سايرت مسعود في استفتاءه وما آل إليه هذه الاستفتاء من نتائج .. فتحية للقوى الشبابية الواعدة في حركة الجيل الجديد , وتحية لمؤسسها المناضل شاسوار عبد الواحد .
*
اضافة التعليق