بغداد- العراق اليوم:
الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء المحترم الموضوع :/ رشحت لرئاسة شبكة الاعلام... كي أخسر!
بداية اريد ان أؤكد أني أكتب في مواقع التواصل الاجتماعي بصفتي الاعلامية والفنية لا بأي صفة أخرى، مستفيداً من هامش حرية التعبير عن الرأي التي منحني اياها دستور عراقي ننزف دماً منذ سنوات طوال من أجل تثبيت أركانه. وايضا... لا أملك الا ان ابارك الاستاذ (فضل فرج الله) منصب رئيس شبكة الاعلام العراقي، متمنياً له النجاح والموفقية، وسأكون داعماً له لانجاح مهمته "المستحيلة"، ولكني وللتاريخ أريد ان أبين التالي: 1- رشحت نفسي -وانا أعلم بأني خاسر كما قلت لاصحابي المقربين- لمنصب رئيس شبكة الاعلام العراقي عندما فتحت الشبكة باب الترشيح، وبعد ان وجدتُ في نفسي القدرة على ادارة هكذا عمل، لخبرتي الطويلة في عالم الفن والاعلام والتي تمتد فنياً الى مرحلة الطفولة، واعلاميا الى عام 1991 ، وكل هذا موثق، كما النجاحات المحلية والعربية التي بفضل من الله قد حققتها خلال مسيرتي العملية الاحترافية التي تمتد منذ عام 1995 وحتى اليوم. 2- وجدت شروط شَغل هذا المنصب تنطبق عليّ، وأهم هذه الشروط (استقلاليتي) سياسياً، ولدي خبرة تمتد لاكثر من عشر سنين في المهام التي تقوم بها شبكة الاعلام، حسب قانون شبكة الاعلام العراقي. قدمت اوراقي (سيرتي الذاتي) كما قدم غيري من الاساتذة للترشيح، وقد وصلتني اسماء البعض منهم، وهم السادة الاعلامي الصديق امير علي الحسون والدكتور المؤرخ والصديق علي النشمي والمنتج التلفزيوني الاستاذ الصديق صاحب بزون واخرين لم يتسنى لي معرفة اسمائم. 3- قد علمت بان السيد فضل فرج الله سيكون رئيسا لشبكة الاعلام العراقي قبل عشرة أيام عندما أخبرني أحد الامناء بانهم سيختارونه وليس هنالك من بديل، حاولت سحب ترشيحي "احتراماً لنفسي" ولكن احد النواب طلب مني ابقاء الترشيح على أمل تغير واقع الحال، فالسيد فضل فرج الله، عضو مجلس أمناء، والمجلس هو الذي يختار الرئيس، فكيف يرشح الحَكَمْ ليكون منافساً، وخصماً للآخرين؟ هذا يؤكد قول المتنبي: "فيك الخصام وانت الخصم والحكم"! والسبب الآخر ان السيد فضل الله عضو في احد الاحزاب، والقانون يشترط الاستقلالية، فكيف يفوز الحزبي بمنصب مستقل، علما ان النائب سروة عبد الواحد خرجت في مؤتمر صحفي، وأكدت ان السيد رئيس مجلس الامناء (روميل)، والسيد فضل فرج الله، كلاهما ينتميان لحزبين ومستمرين بعملهما السياسي؟ 4- لا أحد يعرف السيد فضل فرج الله اعلامياً الا بعد ان شغل منصب امين في شبكة الاعلام قبل عدة سنوات، انا هنا اتحدث عن المهنية، اما عن اخلاقه فان الرجل ذو خلق وانسان محترم جداً، وهذا لا يختلف عليه اثنان، لكن هذا لا يعطي مجلس الامناء الحق في اختيار احد اعضائه لمنصب الرئيس، خاصة وان الأمر مدبر منذ اكثر من عشرة ايام. 5- مجلس الامناء مجلس بالوكالة إذ لم يصادق برلمانياً على اي عضو فيه، خاصة وانهم كلهم ينتمون الى احزاب سياسية -نستثني هنا السيدة الفنانة هديل كامل- علماً. ان قانون الامناء يشترط فيهم "الاستقلالية" أيضا، فكيف يحق لهم التصويت وهم ممن لم يصوت عليهم مجلس الشعب (البرلمان)؟ 6- كنت ولا ازال اثق باصلاحات الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء العراق المحترم في محاربته للفساد، ومنشوراتي السابقة تؤكد دعمي له طوال فترة رئاسته لمجلس الوزراء، وانا واثق انه سينتصر على الفساد كما أنتصر على داعش، وانا اضع هذه الرسالة أمامه بكل تفاصيلها، آملا أن يحقق في ما جاء فيها. 7- انا حامد المالكي، أسمي وحده منصب محترم، لا ابحث عن منصب لا يلائم قياسي، قدمت ترشيحي لاني اثق باني استطيع قيادة شبكة الاعلام العراقي بعد ان مرّت ولا زالت بعثرات وكبوات، واضاعت ملايين الدولارات من قوت الشعب العراقي، على اعلام بسيط وساذح في احيان كثيرة، فلقد ماتت الدراما، ونشرات الاخبار بائسة، والبرامج الثقافية منعدمة، والسياسية "تملقيه" للحكام، فلا تستطيع ان تنتقد اي قائد سياسي عراقي، او اي حالة في المجتمع العراقي، او المسيرة السياسية والاقتصادية للبلد، لان القائمين عليها -أستثني هنا البعض من الشجعان- يخافون فقدان وظائفهم التي تدر عليهم امجاداً كانوا يحلمون بها... كما أحب هنا ان انوه الى المراسلين والمصورين الشجعان الذين واكبوا تغطياتهم لمعركة الشرف، معركة العراق ضد الارهاب، فشكرا لهم. 8- أعرف ان أمراً سيصدر غداً بعدم السماح لي بالدخول لشبكة الاعلام العراقي، فهذه سنّة "صدّامية" لا زالت تعمل في العراق الجديد... كذلك ستقوم جيوش "اللواكة الالكترونية" ببث الشائعات والاقاويل عني، ولكني ولحمد من الله وفضله، نقي التاريخ، وأعظّم نفسي بالتغاضي، فلا تتعبوا أنفسكم. 9- ستبقى المحاصصة الحزبية والطائفية هي التي ترسم خارطة العراق بالدم، وما حدث في قصة شبكة الاعلام العراقي، يحدث في قصص عديدة وفي أماكن حساسة في كل مفاصل الدولة. 10- سنبقى نحارب الفساد والمحاصصة واصحاب التاريخ الملفق، والشهادات المزورة، حتى آخر كتمة صوت.... عاش العراق.
حامد المالكي
*
اضافة التعليق