عزت الشابندر يتجسس على اللواء سليماني

متابعة- العراق اليوم:

بقلم سليم الحسني

بذل عزت الشابندر وساطاته وجهوده للحصول على لقاء مع اللواء قاسم سليماني، ونجح في الاجتماع به قبل عدة أشهر.كان عزت الشابندر يضع أجهزة تسجيل حساسة متطورة في سترته، وحين انتهى اللقاء، أوصل الشابندر التسجيل الصوتي الى المخابرات الإماراتية مقابل ثمن مالي كبير.

المهمة لم تكن سهلة، فرجل بخبرة وكفاءة اللواء سليماني، تستدعي حذراً شديداً، فكل كلمة لها وزنها ودلالتها ومعناها، وكل سؤال يوجه اليه لا بد أن يُعد بدقة خصوصاً عندما يكون الغرض الحصول على معلومة منه، أو محاولة التعرف على طريقة تفكيره.

وقد وجدت مخابرات دولة الامارات في عزت الشابندر، الشخص المناسب لهذا الدور الذي يشكل أهمية بالغة لحكومة الامارات وهي تشترك مع السعودية في تحالف مصيري في أزمات المنطقة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، الى جانب العداء المكشوف لإيران، والمسعى الأهم في التطبيع مع إسرائيل.

جرت العملية بتخطيط دقيق من قبل مشغلي عزت الشابندر، ففي البداية تم اختبار الشابندر بأن عقد اجتماعاً مع بعض المسؤولين الإيرانيين، وهو يحمل أجهزة التسجيل المتطورة في سترته، وبعد انتهاء الاجتماع، وإيصال التسجيلات الى المخابرات الإماراتية، تم تكليف عزت الشابندر بالمهمة المطلوبة مع اللواء قاسم سليماني، وقد حدث اللقاء وتم التسجيل الصوتي.

هذه المعلومة يجري تداولها في نطاق محدود حتى الآن، لكن الجنرال سليماني عرف بها منذ البداية، وهو الذي طوى سنوات عمله يدير الأزمات المتفجرة، ويتعامل مع أعقد الأجهزة الاستخبارية وأكثرها تطوراً.

وقد تعامل بطريقة هادئة كعادته، وتصرف وكأن الخدعة قد مرت عليه، فكان يتحدث مع الشابندر متظاهراً بالراحة والتفاعل والاستجابة لأسئلته.

شخص مثل عزت الشابندر مستعد لفعل أي عمل من أجل المكسب الشخصي والثراء المالي، تجد فيه المخابرات الإقليمية والدولية سلعة ثمينة لشرائه ومن ثم توظيفه في مهام خاصة.

ومع براعته في تسويق نفسه وعرضها على منصات البيع، إضافة الى زخم الادعاءات الكبيرة التي يضخها عبر وسائل الإعلام.

ربما سيشكك البعض في هذه المعلومة، لكن الذين عاشوا بوعي في إيران واطلعوا على عقلها المخابراتي، يعرفون جيداً أن تصرف الجنرال سليماني مألوفاً وعادياً، ليس في تظاهره بان الخدعة انطلت عليه فقط، بل في خبرتهم مع من يتعاملون.

وهذا الذي يجعل من إيران تنجح في استيعاب الازمات وادارتها بكفاءة عالية، على عكس السعودية التي تتصرف بعقلية البدوي المنتقم.

قبض عزت الشابندر الثمن الكبير من المخابرات الاماراتية، وصار موضع ثقتها وثقة مخابرات أخرى قدم لها خدماته.

وربما لم يكتشف قسم من العراقيين حتى الآن أمثال هذه النماذج التي تتاجر بأمنه وقوته ومستقبله.في مقال قادم سأتناول كيف يتلاعب عزت الشابندر بالقضاء.

 

 

 

علق هنا