بغداد- العراق اليوم: ينقل عن علي عبد الله صالح قوله حين رأى جثة صدام حسين تتدلى من حبل المشنقة الغليظ الذي انهى حياته الصاخبة، ( اذا حلقت لحية جارك، فبل لحيتك للحلاقة)، فيما كان معمر القذافي اكثر جرأةً ووضوحًا من صالح، حين خاطب الرؤساء والملوك العرب المجتمعين في قمة ٢٠٠٨، بالقول : ان اعدام صدام سيتكرر علينا جميعًا، وسنشنق تباعًا. لم تنتهِ سنوات طوال، حتى لاحقت لعنة صدام، هولاء الحكام، فبين من عرف ان الفرصة مؤاتية، وقرر الهرب قبل فوات الآوان، كديكتاتور تونس زين العابدين بن علي، وبين من لجأ الى حصن الجيش ومكنه من السلطة ليحميه من قبضة الشعب وغضبته، كما فعل حسني مبارك. وبين من لم ينجح مشهد شنق صدام بكل ثقله في زحزحته عن اوهامه، حتى سقط صريعها، كما فعلت ثورة الليبين باغبى دكتاتور في تاريخ العالم الثالث، ملك ملوك افريقيا، وخليفة المسلمين، وقائد الجماهيرية الشعبية، والفاتح من سبتمبر، وغيرها من الالقاب الزائفة، لينتهي نهايةً لم يكن يتوقعها له حتى الد اعدائه. انتهى العقيد على يد ثائر، افرغ رصاصات مسدسه في رأسه المليئ باوهام السلطة المطلقة وجنون العظمة المدعاة. انهى العقيد حياته وهو يردد انها لعنة صدام التي اسقطتني من عرش، ما كاد يسقط لو لا تلك الفعلة، التي هزت الضمير العربي وايقظت حس الثورة، وبينت وهن العروش. لقد قتل العراقيون صدام وليس غيرهم. بالأمس، ايضًا كانت لعنة صدام حاضرةً في مشهد اخر، هناك حيث وصل موسى الحلاق لعلي عبد الله صالح نفسه، منهيًا رقصه فوق رؤوس الثعابين، بلدغةً مباغتة، وبلقطات تلفزيونية، لا يمكن ان يخرجها اعظم مخرج، الا ان مخرج الثورة، هو من صنعها وانهى ٣٩من لعب الداهية الذي قال مرةً انه امهر من يجيد مهنة الرئاسة في الوطن العربي.! لا يمكن التنبؤ لمن يكون الدور، لكننا سنجزم هنا، ان ثمة لعنة تاريخية، اطلقها العراقيون في ٢٠٠٦، لن تنتهي حتى تنهي اخر حاكم من نادي الدكتاتوريات المريضة المجرمة في الوطن العربي، ولربما في المحيط كله. فما زالت جثة صدام المدلاة من اعلى مقصلته، تدق في الاسماع كناقوس، وكجرس يذكر الناس، ان لا عاصم من غضبة الشعوب، وان لا حصانة لحاكم من يوم حساب عسير. في (العراق اليوم) نؤكد، اننا لا نشمت بميت، ولا نفرح بإراقة قطرة دم، ولكننا نؤكد ان منطق التاريخ، اعلى من اي منطق، وان صوت القمع والاقصاء والتخويف مهما علا، سيعلى عليه ذات يوم، لأن صوت الشعوب ان انطلق لا راد له. امانينا ان يتجاوز اليمن ( السعيد) محنته هذه، وان يفتح صفحة اخرى في تاريخ بلد تتكالب عليه دول دكتاتورية ورجعية، محاولةً فرض منطقها الاعوج عليه، ولكننا نعرف ان اليمنيين اباة، لا يحنون سوى للسماء.
*
اضافة التعليق