بغداد- العراق اليوم: مساء امس، اطل ممثل الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، في مؤتمر صحفي من النجف الاشرف، ليعلن عن جملة ما دار بينه وبين المرحع الديني الاعلى السيد علي السيستاني، ولينقل توصية او رغبة المرجع الأعلى بتطبيق قانون الحشد الشعبي كاملًا، وعدم تحبيذ السيستاني لفصائل هذا التشكيل اداء اي دور سياسي مستقبلي. وبحسب بيان لموقع الامم المتحدة ، اطلع عليه (العراق اليوم)، فأن سماحةُ آية الله العظمى السيد علي السيستاني استقبل الممثلَ الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيد يان كوبيش في النجف الأشرف. وقال السيد كوبيش: "يشرّفني جداً أن يستقبلني مرةً أخرى سماحةُ آية الله العظمى السيد علي السيستاني. إنه لشرفٌ عظيمٌ لنا في الأمم المتحدة ولي شخصياً. أجرينا نقاشا عميقا حول أهم القضايا العراقية، وأستمعت إلى النقاط التي اوردها سماحتُه في إطار إرشاداته فيما يخص الأنشطة والخطوات المستقبلية." وهنأ الممثل الخاص السيد كوبيش سماحتَه وشعبَ وحكومةَ العراق بالانتصار على تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً أن هذا الانتصار كان للعراق وللعالم بأسره، وأن فتوى المرجعية التي حشّدت قوات الحشد الشعبي الوطنية كان لها دورٌ أساسيٌ في هزيمة داعش." وأعرب السيد كوبيش عن تقديره الخاص للجانب الإنساني لدعواتِ سماحته وخطبه حول القضايا الإنسانية والاجتماعية، بما في ذلك رعايةُ أُسَرِ الشهداء والناجين من المعركة ضد داعش ورسمِ مستقبلٍ أفضلَ للشباب والعودة الطوعية للنازحين في ظروفٍ آمنةٍ وحمايةِ المدنيين واتخاذ الإجراءات الحازمة ضد مرتكبي الأعمال الإجرامية ومنتهكي حقوق الإنسان. وعَقِبَ نداء سماحته لاتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان عودةٍ طوعيةٍ سريعةٍ وكريمةٍ للنازحين إلى ديارهم بتوفيرِ الحدّ الأدنى من إعادة الإعمار وتقديم الخدمات، وضمان المستوى الملائم من الأمن الذي من شأنه حمايةُ المدنيين ضد الإرهاب والحيلولةِ دون عودة الإرهاب، أكّد السيد كوبيش أن الأممَ المتحدةَ ستُسرّعُ دعمها لتحقيق هذه الغاية. كما اتفق السيد كوبيش مع رأي سماحته حول أهمية ضمان التنفيذ الكامل لقانون هيئة الحشد الشعبي الذي يضمن حصر السلاح في أيدي الدولة وتحت سيطرتها وأن قوات الحشد الشعبي لا ينبغي أن تشارك في الانتخابات. وفي إشارةٍ إلى الدعم الراسخ الذي أبداه المرجع الأعلى للاحترام والتنفيذ الكاملين للدستور وقوانين العراق الموحَّد، أكد السيد كوبيش لسماحته أن الأمم المتحدة تتّفقُ وهذا النهجِ تماماً، وكذلك فيما يتعلق بالعلاقات بين بغداد وأربيل بما في ذلك ضمان الحقوقِ الدستوريةِ الكاملةِ لإقليم كردستان العراق وشعبِهِ وإجراءِ الانتخابات العامة في موعدها. وفي هذا البيان اشارة واضحة وصريحة الى ان المرجعية، لا تفضل ان يضاف الحشد بمسمايته المعروفة للمشهد الىسياسي، وهي تعكس رغبة واضحة ايضًا لدى المرجعية في ابقاء الحشد كقوة عسكرية متخصصة، ومدربة بشكل جيد، تؤدي دورها في حماية العراق، وتصد الهجمات عنه، فيما يرى مراقبون ان دعوة المرجعية هذه قد تلحقها اخرى اكثر صراحةً لابعاد الحشد الشعبي عن المناكفات السياسية، وعدم استخدامه كورقة انتخابية، او التلويح به في تنازع او جدال سياسي قد ينشأ. ويشير المراقبون، ان استباق المرجعية للجميع في هذا الاتجاه يؤكد سعيها لطي صفحة داعش بشكل اكثر هدوءًا وتجنب الصراعات الجانبية المحتملة، كما انها اشارة الى بدء تسويات من بعد الحرب التي تريد المرجعية من خلالها ضمان عمل سياسي مستقل عن العمل العسكري والأمني المحترف.
*
اضافة التعليق