بغداد- العراق اليوم:
بعد سقوط نظام صدام حسين في أبريل 2003، أعلن جهاز المخابرات المصري، أنه حصل على كميات هائلة من الوثائق السرية العراقية من المخابرات المركزية الأمريكية "C.I.A" عند سقوط صدام كشف عن اختراق المخابرات العراقية لمؤسسات النظام المصري.
وقال التقرير أن المخابرات الأمريكية سلمت نسخة من تلك المستندات السرية التي استولت عليها من مقرات المخابرات العراقية ببغداد إلى الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك شخصيًا، الذي دعا على إثرها في ذلك الوقت، إلى اجتماع طارئ بالقصر الجمهوري حضره قادة أجهزة المخابرات برئاسة اللواء عمر سليمان وكذا قادة الجيش والشرطة حينها.
وحسب التقرير، فقد عرض مبارك على المسؤولين الأمنيين مضمون تلك الوثائق "التي أظهرت اختراق المخابرات العراقية لكافة أجهزة الحكومة ونجاحها في تجنيد العشرات من كبار المسؤولين المصريين في كافة المجالات"، وطالب حينها بسرعة إجراء التحريات على الأسماء التي ورد ذكرها في تلك المستندات، والتي بلغ عددها أكثر من 120 شخصًا.
وبحسب التقرير ، فإن الوثائق التي حصلت عليها كشفت كيف نجح فرحان حسن نائب سفير العراق لدى الجامعة العربية بالقاهرة في تحويل مكتبه إلى "مركز للتجسس" على مصر والولايات المتحدة ودول الخليج.
وأشار إلى أن حسن كان يتخذ اسما كوديا (رقم 3) وذكر في أحد تقاريره تفصيليًا كيف استطاع شراء ولاء عدد من الصحفيين البارزين، بينهم أحد كتاب الأعمدة (س.ن) لنشر مقالات دعاية للرئيس العراقي المقبور صدام حسين.
وادعى التقرير أن الدبلوماسي العراقي نجح في تجنيد (ش أ) وهي زوجة لأحد كبار الدبلوماسيين المصريين، والتي قال إنه أمدته بكافة البرقيات والوثائق السرية للغاية الخاصة بالخارجية المصرية الواردة والصادرة.
وزعم أن زوجة الدبلوماسي سلمت المخابرات العراقية سنة 2002 الشفرات السرية للكمبيوتر المركزي لوزارة الخارجية المصرية، حيث تمكنت بعدها المخابرات العراقية في بغداد من اختراقه ونسخ كافة المستندات السرية والمعلومات الموجودة به يومًا بعد يوم.
وقال التقرير إن المخابرات العراقية ومن خلال اختراقها الكمبيوتر المركزي للخارجية المصرية تمكنت من نسخ نصوص محادثات سرية دارت بين الرئيس مبارك وكل من وزيري الدفاع الأمريكيين السابقين وليام كوهين ودونالد رامسفيلد.
كما نجح العراقيون- حسب التقرير- من الاطلاع على كافة المعلومات الخاصة بالجانبين المصري والأمريكي في مناورات النجم الساطع السنوية بين الجانبين.
وادعى أن الدبلوماسي العراقي أبدى فخره في أحد تقاريره للرئيس العراقي بأنه استطاع تجنيد 20 مصريا ممن يشغلون وظائف إدارية لقطاع الصناعات غير المدنية وأنهم أمدوه بسيل من المعلومات سواء عن وظائفهم الحالية أو عن مواقعهم السابقة.
كما ذكر التقرير أن فرحان حسن استطاع أيضا تجنيد عدد من المهندسين والأطباء بما فيهم الأطباء الخاصين بكبار الشخصيات من السياسيين وأن صدام حسين كان مهتمًا بشكل كبير بالمعلومات الخاصة بصحة كبار المسؤولين المصريين.
وأشار إلى أنه ومن خلال مكتبه بجامعة الدول العربية كان يضع الخطط الخاصة لتنفيذ عمليات تهدف إلى إحباط خطط وتحركات المعارضة العراقية، التي كانت متصاعدة في واشنطن ولندن قبل الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003م.
ولفت التقرير إلى أنه نجح في تجنيد جنرال عراقي سابق يدعي نجيب صالحي قائد سابق للفيلق الرابع بالجيش العراقي حيث أمره بالتوجه إلى واشنطن للتجسس على الشخصيات العراقية المعارضة بما فيهم أحمد الجبلي، أحد أكثر الشخصيات قربًا من الإدارة الأمريكية قبل تحرير العراق.
وذكر أن مكتب نائب السفير العراقي لدى الجامعة العربية كان يتم استخدامه لتجنيد جواسيس للعمل لصالح النظام العراقي السابق من دول أوروبا الشرقية وخاصة الروس والتشيك، وأشارت إلى أن هؤلاء الجواسيس زودوا المخابرات العراقية بكافة المعلومات والبرقيات السرية والتقارير العسكرية التي أرسلتها موسكو أو استلمتها من سفارتها بمنطقة الشرق الأوسط أو الخليج.
ووفق ما جاء بالتقرير، فإن عددًا كبيرًا من شركات التصدير والاستيراد المسجلة بالقاهرة كانت تستعمل لجمع المعلومات وتصدير السلع مقابل أموال تدفعها لهم السلطات العراقية.
وأشار أيضا إلى أن المخابرات العراقية استطاعت اختراق قناة "الجزيرة" القطرية وتوجيه بعض برامجها لخدمة الأهداف والتوجهات العراقية قبل الحرب على العراق من خلال استمالة فيصل القاسم مقدم برنامج "الاتجاه المعاكس" حيث كانت تدفع المخابرات العراقية بأشخاص تابعين لها من العالم العربي للمداخلات التي كانت تتم عبر الهاتف والرد أو التعليق على ما يثار بالبرنامج.
وقال إن المخابرات العراقية كانت هي التي تحدد بنفسها الأسئلة التي كانت تطرح وكانت تسلم مقدم برنامج "الاتجاه المعاكس" قائمة بأسماء المشاهدين الذين يتصل بهم، وكذا بالشخصيات التي يستضيفها وحتى مواضيع البرنامج.
*
اضافة التعليق