بغداد- العراق اليوم:
ماكرون الرئيس الفرنسي الذي كان قد دعا رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي عشية الاستفتاء الى باريس لغرض التفاوض معه على ضرورة غض نظر بغداد عن استفتاء مسعود، لم يحصل من العبادي على شيء، سوى ابتسامة باردة بادله اياه الرجل العراقي الذي يحسب له ان ملامحه لا تقرأ بسهولة أبدًا. دعوات ماكرون، وشفاعته لمسعود عند الرئيس العبادي، يبدو أنها لم تصمد سوى ساعات فقط، فما ان حطت طائرة رئيس الوزراء في مطار بغداد، حتى بدأ الرجل ما كان قد وعد به، وما كان قد اطلقه على اسماع الجميع، من أنه لن يتوقف هذه المرة عند حدود معينة، بل سيستمر في عملية فرض القانون والدستور، وكسر ارادة التمرد التي طالت وتمادت وتجاوزت، وتعدت الى لحظة تحولها لعصيان وقح، وتهديد يكاد يفكك بنية العراق الواحد، وينزلق به الى متاهات صراع الكانتونات المتصارعة. اذن لم تشفع وساطة ماكرون للبرزاني، ولم تجدِ توسلاته بالرئيس العبادي أن يسمح لمسعود بإعادة بناء ذاته المفتتة في الداخل الكردي حتى لو عبر استفتاء سيظل حبرًا على ورق، لكن العبادي كان صلبًا، لم يقتنع ان يعاد ترميم وجه مسعود المهشم بسبب طول الارتكابات والصراعات الدموية، ونزعات التسلط على حساب تهديم بنية الوطن واللعب بمصيره ومصير ابنائه الذين لا يزال العالم وسيبقى مدينًا لتضحياتهم وهم يصدون عنه وحوشاً قفزت من عمق التاريخ ، لتهدد مستقبل العالم كما قال ترامب الرئيس الامريكي في وصف داعش. الآن وبعد ان نفذ العبادي وعوده واعاد الشرعية الدستورية، وفرضها كأمر واقع، ويبدو انه مستمر في هذا المسعى حتى أخر نقطة في جغرافية العراق، يحاول البرزاني المختبئ توسيط الحلفاء الفرنسيين لغرض القبول بحل عسى ان يحفظ ماء وجهه على الاقل . حيث تشير المصادر الى ان جهودًا تبذل من عواصم غربية من بينها باريس لايقاف بغداد عند حدود 2003 الفاصلة بين العراق واقليم شمال العراق، أو ما يسمى بالخط الازرق، وعدم التوغل بعيدًا لاخضاع بقية مناطق اقليم شمال العراق لسلطة الاتحاد، مما يعني موتًا سياسيًا لمسعود وشلته الحاكمة هناك. وتلفت المصادر الى ان رئيس الوزراء مُصر على فرض القانون في جميع مناطق اقليم شمال العراق، عبر اعادة المنافذ الحدودية لسلطة بغداد وفق ما قضى الدستور، وكذلك اعادة المطارات في اربيل والسليمانية لسلطة الطيران المدني العراقي في بغداد، ومن ثم تطبيع الوضع في الاقليم بعد اعلان صريح بالغاء الاستفتاء، وتخلي الانفصاليين عن نزعتهم هذه، والتوقف عن انتهاك الدستور، واجراء انتخابات داخلية داخل الاقليم، واعادة الشرعية للحكومة المحلية هناك. كما يتشرط العبادي الكشف عن مصير اموال النفط الذي قام مسعود بتصديره خلال الفترة الماضية، والكشف عن مصير الاموال، واعادة سيطرة الدفاع على القوات العسكرية او شبه العسكرية. وهناك فقط سيكون الخط الازرق الجديد هو الخط الفاصل بين حدود العراق وتركيا وايران وسوريا، لا خط ازرق داخلي يقسم العراق
*
اضافة التعليق