ما هو السر وراء الموت الغامض لشقيق مسعود بارزاني ؟

متابعة- العراق اليوم:

عائلة برزاني هي من أبرز العائلات الكردية في العراق، والتي كانت منذ أواخر عهد مصطفى برزاني من بين القبائل الأخرى التي استقرت في القسم الكردي من العراق، وقد استطاع مصطفى بارزاني أن يتقلد منصب زعيم للشعب الكردي في العراق في ظل الصراعات بين العوائل الكردية والمعارضات الخفية داخل الأسرة.

ومع مرور الزمن وتقدم مصطفى بارزاني في السن، بدأ الصراع السياسي بين ابنيه (إدريس ومسعود)، يظهر إلى العلن متخذا منحاً راديكالياً.

لكن خبرة وذكاء إدريس وأفكاره الخلافة والمبدعة أثارت يوماً بعد يوم اهتمام الخبراء أعضاء المجلس الرئاسي أكثر من الابن الثاني مسعود، وكان من بينهم ملا مصطفى الذي كان مرشحاً للرئاسة حينها.

وقد أغلقت شرعية “إدريس برزاني” باعتقاد مجلس قيادة الحزب كل الطرق أمام منافسيه لإثبات نفسهم، ولا سيما “كاك مسعود”.

وبعد وفاة مصطفى برزاني في الأول من آذار لعام 1979 تولى ابنه إدريس بارزاني قيادة الحزب الديمقراطي لكردستان العراق، ومن ثم تلاه شقيقه مسعود البارزاني.

وعلى الرغم من أن الشقيقين كانا خلفا لأبيهما في الحكم، إلا أنه كان يتوجب على أحدهما التغلب على الآخر، لأنه في النظام القبلي، ليس للمعاملة أي معنى يذكر.

في بداية الثورة الإسلامية، أظهر إدريس برزاني، الذي كان آنذاك قائداً للحزب الديمقراطي، رغبته في دعم الثورة وحشد الأكراد العراقيين لصالح إيران، لكن علاقة مسعود السرية مع إسرائيل جعلت المناخ صعباً جداً على الشقيق إدريس.

ونظرا لخبرة القائد الشاب للحزب الديمقراطي دخلت الشكوك والريبة إلى قلبه، نتيجة إحساس الأخوة بالمنافسة.

وبكونه رئيسا للحزب، توجب على الزعيم الكردي الحفاظ على قيادة الحزب كونه إرث أبيه والحفاظ على انسجام ووحدة العائلة والقبيلة الكردية بشكل عام.

وفي الوقت نفسه، كان على الزعيم الكردي ان يراقب التحركات الاسرائيلية خوفا من الاغتيالات وتداعياتها داخل القبيلة والأسرة، لكيلا يعرض حياته السياسية للخطر.

لكن الحيطة لم تكن مفيدة بالقدر الكافي، حيث قتل إدريس بارزاني بطريقة غامضة يوم السبت المصادف للحادي والثلاثين من كانون الثاني لعام 1987 في سيلونه، بينما قال الحزب أنه توفي بسبب سكتة قلبية، في الوقت الذي ذكر فيه العديد من أعضاء الحزب أن إدريس بارزاني توفي بعد دس نوعٍ خاص من السم له.

مع اغتيال الزعيم الشاب للحزب الديموقراطي، دفعت موهبته وشعبيته الكثيرين إلى إبقاء ملف وفاته مفتوحا لمدة طويلة من الزمن، ولكن مع مرور الوقت، تم بطريقة أو بأخرى إقصاء واستبعاد شهود القضية ومن قام بفتحها، سواء داخل القبيلة أو خارجها.

الآن، وبعد مرور أكثر من 30 عاماً على وفاة إدريس وانتقال السلطة لشقيقه مسعود انتقلت خلافات الأخوين على السلطة إلى أبناء مسعود بارزاني أيضاً.

اليوم، على الرغم من أن وسائل الإعلام تحاول التعبير عن البطولة والشجاعة، وكذلك التعتيم على التغيرات التي تجري داخل العائلة، لكن الواقع هو أن أحد مشاكل مسعود بارزاني الرئيسية تتمثل بالصراع والمنافسة بين مسرور بارزاني (ابن مسعود) “نيجيرفان بارزاني” (ابن إدريس بارزاني).

يريد مسعود بارزاني أن يحد من سيطرة “نيجيرفان بارزاني” على الجهاز الأمني، ومن ناحية أخرى، يحاول “نيجيرفان بارزاني” أيضا تقليل سيطرة على عمه وابن عمه على السلطة، ويترصد أي فرصة للانتقام لدم والده المسوم.

تبدو الخلافات المالية والسياسية والأمنية كبيرة بين أفراد العائلة، ففي عام 2009 تعرض مسعود بارزاني لطلق ناري من أحد أفراد عائلته، لكن وسائل الإعلام الحزبية قامت بتكذيب هذه الحادثة.

في العام الماضي، في واشنطن، تعرض “نيجيرفان بارزاني” للتهديد من قبل أحد أقاربه، ومثل هذه الشجارات المخفية والعلنية لا تزال تحدث بين الفينة والأخرى.

في ظل هذه النشاطات، تمكن “إدريس برزاني” على المستوى الداخلي من توحيد الأكراد العراقيين في الحزب الديمقراطي الكردي، وكذلك الأمر في الجبهة الكردية، لتنظيم النضال مرة أخرى ضد نظام البعث.

نُفذ مشروع الجبهة الكردية بعد أشهر من وفاة إدريس برزاني في عام 1987، لكن “إدريس بارزاني” كان من وضع حجر الأساس لهذه الجبهة.

ولكن يبقى السؤال الذي لا يجرؤ أحدٌ على طرحه هو من الشخص الذي اغتال الزعيم الشاب للحزب الديمقراطي “إدريس بارزاني”، لماذا لا يزال سر هذا الاغتيال مبهماً؟ بعد ما يزيد على أربعين عاماً من اغتياله؟ من الذي يملك مفتاح هذا الصندوق؟ هل دَفن كل شهود القضية ذلك السر معهم؟ وهل صحيح أن بعد مسعود، قد يتكرر هذا الحادث أيضا مع “نيجيرفان بارزاني” ابن إدريس بارزاني.

علق هنا