بغداد- العراق اليوم:
بعد أن قضى نصف عمره السياسي والحكومي (ما يدري)، فجأة أصبح الدكتور أياد علاوي (يدري)، ويعلم، ويعرف أن الكرد مظلومون، وإن مسعود برزاني شخصية وطنية فاعلة في البنية السياسية والوطنية العراقية. لذلك نجده -أي علاوي -يصحو من غيبوبته، ويقف بدون حياء وخجل، مثل أي "دلال" يبيع بضاعته في سوق النخاسة، ليبيع اليوم مواقف مرتجلة في أزمة اربيل - بغداد، كي يكسب المزيد من المنافع، ومن اجل الحفاظ على مصالحه داخل الاقليم المتمرد، حيث يمتلك علاوي حصةً في شركات نفطية روسية تستثمر داخل الاقليم حسب ما كشفت عن ذلك وثائق بنما الشهيرة.
علاوي الذي اعتاد على ترديد كلمة " لا أدري " عاد الآن ليدري أن عليه اقتناص الفرصة، ودخول " بازار" المواقف المربحة، ولأن بغداد " حايط أنصيص" كما يعتقد علاوي، فأنه وبكل صلافته المعهودة، وعمالته التي اعترف بها بعظمة لسانه لأربعة عشر جهاز مخابرات دولي، يأتي ليضيف عمالةً اخرى منه،وهذه المرة لمسعود " العميل هو الأخر" منتظرًا الثمن، أو على الاقل تأمين ما ربحه من مقايضات السنوات الماضية.
علاوي الذي تأخر كثيرًا عن اللحاق بالجوق، أنتهز الفرصة، أو لنقل وجه ضربة استباقية لأي اتفاق محترم قد تنجح بغداد في صناعته مع حلفائها، وهو ما سيعزله للأبد عن الواجهة، فقفز برفقة " العراب" الإقطاعي النجيفي الى حضن مسعود، ليعلنا أنهما ضد بغداد.
نعم أعلنا بوقاحتهما الفجة، أنهما ضد وحدة العراق، وأنهما يرفضان استخدام الحكومة لصلاحياتها، واداء واجباتها التي خلقت من أجلها في الحفاظ على وحدة الأراضي وحماية الناس.
علاوي الذي لا يمتلك سوى رمزيته الآتية من كونه نقطة تفاهم لمصالح خارجية، لا يهتم ابدًا للداخل، بل هو ينتظر الأوامر، ويساير مصالحه المالية، وليذهب العراق بعد ذلك للجحيم.
من عرف علاوي عن قرب، سيعرف ان هذا الرجل كتلةً من اللا مبالاة بمصالح ومعاناة الآخرين، فهو لا يعرف معنى لشعب، ولا يقيم وزنًا لإرادة الناس. فهذا الرجل الذي يزايد الآن، ويدافع عن كانتون رفيقه (مسعود) بوقاحة، وصلافة وهو يريد ان يفك عنه الحصار، ولا يعترف باجراءات بغداد التي صدرت من أعلى سلطتين في البلاد، التشريعية والتنفيذية، ومعنى هذا بأن الرجل لا يعترف بهذه السلطات، كما يعتقد بانه شخصياً أعلى من القانون وأسمى من الدستور.
كل هذا لأن علاوي الذي اعتاد العمالة، واستمرأ الخيانة يعرف، او يظن بأن بغداد عاجزة عن محاسبته هو ومن هم على شاكلته - وهو على خطأ طبعاً- ، كما ان علاوي والنجيفي وبقية الجوق يعتقدون أن مشاريعهم هذه ستمر كما مرت من قبل الكثير من مشاريع الضرر بالوطن وبمصالح الشعب العراقي.
لكن الذي لا يعرفه علاوي وغيره من تجار المواقف، أن وحدة العراق، هي خط الدفاع الأخير للشعب، ودونها خرط القتاد، وان العراقيين وان صبروا على الارتكابات والفظائع التي مرت، فأنهم لن يصبروا على وحدة التراب، ولن يسمحوا لعلاوي ولا لغيره، ولا لإحلام برزاني المريضة، ان تدوس ارادتهم وتضحياتهم التي روت أرض العراق بأزكى الدماء، فعلى علاوي وغيره ان يعوا ان ثورة الشعب لا عاصم منها، ولن تستطيع سفارات العالم مجتمعةً ان تحميهم من غضبة الشعب وفورته، فلا يأخذنه الغرور، ولا يظن ان الاستقواء بالخارج سيحميه!
لقد صبر العراقيون ثلاث سنوات على وجود داعش، لكنهم انتفظوا بقيادة العبادي، وكنسوا جيوش الموت والحقد والكراهية من جميع الاراضي العراقية، ويقيناً ان علاوي ليس أقوى من داعش، وإن العبادي قائد القوات المسلحة العراقية التي حررت الارض من دنس الأحتلال لم يزل في موقعه، فعسى أن (يدري) علاوي هذه المرة ايضاً!
*
اضافة التعليق