بغداد- العراق اليوم:
منذ ان بدأت المناورات العسكرية بين جيشي العراق وايران على الحدود الشمالية، والحملة الإعلامية البرزانية تشتد ويزداد سعيرها، ففي المواقع، والوكالات، وصفحات التواصل الإجتماعي لاشيء يشغلها غير الحديث عن هذه المناورات، والإساءة للقائمين عليها، بل ان الغضب والحقد وصل الى النيل من الرموز، والدلالات والشعارات التي تستخدم في هذه المناورات.. اليكم هذ الموضوع المنشور في احد مواقعهم، وفيه يظهر القيح الطائفي والشوفيني من بين سطور الموضوع، بحيث لم يسلم حتى اسم سيدة نساء العالم، ام السبطين، وبنت نبي الهدى، وعقيلة أمير المؤمنين فاطمة الزهراء صلى الله عليها وسلم..
( العراق اليوم) ينشر الموضوع كما هو دون حذف أو اضافة ليطلع عليه ابناء العراق جميعاً:
بدأت قبل أيام وكوسيلة لتهديد إقليم كوردستان العراق على خلفية الإستفتاء الذي جرى مؤخرا، مناورات عسكرية كبيرة في مدينة “مريوان” الكوردية غرب إيران والمتاخمة لحدود هذا البلد مع كوردستان العراق بمشاركة قطعات قتالية من الجيش العراقي. أن تقوم مناورات عسكرية بين أي بلدين وإن لم يكونا جارين هو أمر متعارف عليه بين جميع دول العالم من أجل تدريب جنودهم وزيادة كفاءتهم القتالية. ولا يشذّ البلدان ” العراق وإيران” عن هذه القاعدة مطلقا خصوصا وأنهما جاران تربطهما علاقات واسعة جدا، وعلى رأسها علاقاتهما الطائفية كونهما شيعة. لكن المناورات الأخيرة بينهما وفي هذا التوقيت تحديدا تشير الى أمرين مهمين من أمور عدّة، أولهما تهديد مباشر لسلطات الإقليم ومطالبتها بالغاء نتائج الإستفتاء ومن خلاله تهديد الشعب الكوردي، وثانيهما هو تجييش الشارع العراقي طائفيا ضد الشعب الكوردي. فمن بين مئات إن لم تكن الآلاف من الرموز التي من الممكن إستخدامها لبداية مناورات ما ككلمة سر، لم تنتخب العقلية الطائفية الشيعية عند ساسة وعسكريي البلدين الا رمزا دينيا أصبح من خلال هالة تقديسه رمزا طائفيا للشيعة، وهذا الرمز لم يكن سوى “يا فاطمة الزهراء”!! والتي قالها القائد الإيراني مرّة واحدة مسبوقة بـ “بلدنا العزيز إيران”، فيما كرر القائد الشيعي “العراقي” الرمز مرتين دون أن يمر على إسم العراق ولو مرور الكرام!! “فاطمة الزهراء” أصبحت عند طائفيي بغداد وسيلة لزيادة رقعة الكراهية بين العرب والكورد، “فاطمة الزهراء” ترعى الموت القادم مع هذه الجحافل العسكرية، “فاطمة الزهراء” تنظر بعينيين شزرتين الى نساء وأطفال الكورد، “فاطمة الزهراء” تقود رسل الموت والدمار لتقتل الحياة وتدمر المدن على من فيها إن إندلعت الحرب التي علينا العمل على إبعاد شبح أهوالها. فهل فاطمة الزهراء هي حقا هكذا!؟ أم أنها أصبحت هي الأخرى تجارة مربحة مع إبنها “الحسين” الذي قتلته شيعته عند الأحزاب الشيعية وعمائمها؟ جريمة أن يقوم الجيش العراقي بمناورات لتهديد أبناء بلده “كوردستان لليوم جزء من التراب العراقي”، ولم يعمل على القيام بمناورات مع حليفه الشيعي الإيراني على الحدود مع تركيا لإجبارها على الخروج من الأراضي العراقية وهي التي لازالت تدنس أراضينا. والجريمة الأكبر هي المناورات العسكرية التركية العراقية التي قامت مؤخرا على حدود البلدين والمتاخمة لحدود إقليم كوردستان العراق. جريمة لأن التحالف الشيعي ومنهم العبادي تحمّل سيل من الإهانات في مثل هذه الأيام من العام الماضي حينما طلب أوردوغان من العبادي أي العراق “أن يعرف حدوده” ليضيف مخاطبا إياه اي “العبادي” وقتها “إنه يسيئ إلي، وأقول له أنت لست ندّي ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدّك أولا”. فهل عرف العبادي حدّه ومعه تحالفه الشيعي الطائفي وأحترم ما في نفسه من بقية وهو يقبّل يد السلطان ويطلب مساعدته في تهديده للكورد وضربهم!! وهل كان رمز إنطلاق المناورات المشتركة ين الطرفين على حدود بلدنا “يا عمر بن الخطاب أدركني” كون الطرف التركي سنّي المذهب!!؟؟ الأحزاب الشيعية بأعضائها ومريديها و”مثقفيها” التي تقود اليوم حملة منظمة ضد الشعب الكوردي بأكمله، لم ترى الّا مستنقع الطائفية كي تغوص فيه. فهذه الأحزاب لا تفوت فرصة واحدة الا وتستغلها طائفيا لإستمرارها على رأس السلطة رغم فشلها الكبير لليوم، لقد كان بإمكان الأحزاب الطائفية الشيعية أن تطلب من أسيادها في إيران ومراعاةً للتنوع الطائفي والقومي في “بلدها” أن ينتخبوا إسم رمز غير “يا فاطمة الزهراء” كي تكون بداية لمناوراتهم العسكرية. لأن هذا الإسم وكما قلنا قبل قليل أصبح دلالة على شيعية قائلها وطائفيته مع إعتزازنا الجم بالسيدة “فاطة الزهراء” كونها بنت النبي محمد وزوجة الإمام علي وأم سبطيه. هل هناك بصيص أمل ببناء مجتمع متجانس ومتآخي بالبلد، والأحزاب الشيعية تجيّش الشارع العراقي طائفيا وقوميا؟ من خلال الهيجان الشعبي عند الطرفين “العرب والكورد” وإستغلال حالة الهياج من قبل قيادات الطرفين، نستطيع الجزم من أنّ ما فشلت به كل الأنظمة العراقية ومنها نظام البعث الهمجي لعقود طويلة في تحويل صراع الحكومات ضد الحركة التحررية الكوردية الى مستوى الشارع، قد نجحت به سلطة المحاصصة بأقطابها نجاح منقطع النظير. بل فاقت نتائجه ما كان مخطط له أصلا، حين إنحدر المثقف العراقي ليتمترس خلف شعارات طائفية وقومية بحجة الدفاع عن الوطن ووحدته، وكأن الوطن ليس “خان جغان” وشعبه ليس بالشعب الجائع والجاهل والفاقد لمقومات الحياة الآدمية نتيجة نظام المحاصصة الطائفية القومية، الذي أصبح اليوم هو الضامن لوحدة البلد الجغرافية عند الكثير وللأسف الشديد !!!!
*
اضافة التعليق