بغداد- العراق اليوم:
كشفت مصادر نيابية كردية ، عن وجود خلافات كبيرة في البيت البارزاني، قد تصل إلى الإطاحة برئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، ليحل مكانه رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان البارزاني.
وكان (العراق اليوم) قد اعلن في تقرير سابق عن خلاف عميق يعصف بعائلة البرزاني التي تستولي على اقليم شمال العراق، بين رئيس وزراء الاقليم الشاب نيجرفان ادريس البرزاني من جهة، ومسعود برزاني ونجله مسرور من جهة اخرى، على ملف الاستفتاء، فضلًا عن ملفات أخرى. وقال النائب عن تحالف الكتل الكردستانية في البرلمان العراقي، زانا سعيد في حديث تابعه ( العراق اليوم) إن "خلافات داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، بشأن إجراء الاستفتاء موجودة بالفعل، وهناك تباين بين قادته ما قبل الاستفتاء". وأوضح أن "نيجيرفان البارزاني (ابن شقيق مسعود البارزاني) رئيس حكومة الإقليم لم يكن متحمساً لإجراء استفتاء الاستقلال في كردستان، على خلاف ما كان عليه عمه رئيس الإقليم مسعود البارزاني". وأعرب سعيد عن اعتقاده بأن "تصل الخلافات إلى تخلي دول الجوار وخصوصاً تركيا وإيران، إضافة للدول الداعمة الأخرى عن مسعود البارزاني، ليحل محله ابن شقيقه نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة الإقليم الحالية". وبخصوص ما أوردته وسائل إعلام عن نية نيجيرفان إلغاء الاستفتاء، قال النائب الكردي إن "الخلافات بين الطرفين لا ترتقي إلى هذا الحد، وإن هذه المعلومات تأتي في سياق الحرب الإعلامية". ونفى سعيد المعلومات التي تفيد بأن الدولة الكردية سيتم الإعلان عنها في أعياد نوروز في 21 آذار/ مارس 2018، قائلا إن "هذه شائعات تظهر في كل عام قبل أعياد نوروز، ولا صحة لها". وأردف النائب قائلا: "لا يمكن إعلان دولة كردية في الوقت الحالي ولا يوجد أي دولة في العالم توافق على إعلانها، فضلا عن الحكومة المركزية في العراق ودول الجوار". وكان نيجيرفان البارزاني قد قال عقب انتهاء الاستفتاء إن "ما قمنا به لا يشكل خطراً على الأمن القومي التركي وسنواصل علاقاتنا الأخوية والتاريخية مع تركيا". وبالنسبة لعلاقة إقليم كردستان مع إيران، أوضح نيجيرفان البارزاني أنه "لم تطرأ أي تغييرات على علاقاتنا مع إيران رغم اللهجة الحادة التي تتحدث بها في الإعلام".
إلى أين يذهب الإقليم؟
وعلى صعيد خيارات إقليم كردستان المقبلة، قال النائب الكردي إن "الإقليم يبحث الآن عن منفذ لإجراء حوارات مع بغداد لإقناع الشركاء السياسيين بموضوع إعلان الدولة الكردية". واستدرك النائب قائلا إن "الإقليم اليوم يعمل على كسب الوقت، كما أنه يحاول تخفيف الاحتقان الذي تسبب به الاستفتاء وطمأنة دول الجوار وتبديد المخاوف لديهم والتقليل من التهديدات مستقبلا". وأوضح سعيد أن "إقليم كردستان ليس مستعجلاً في إعلان الدولة الكردية، وسيبقى يحاور الشركاء السياسيين في العراق لمدة عام، في مسعى منه لإعلان دولة كردستان في وقت لاحق". من جهته قال المحلل السياسي الدكتور سعدون التكريتي إن "إصرار مسعود البارزاني على الاستفتاء دون شك في أحد أوجهه هروب من الأزمة الداخلية التي يعيشها الإقليم، لكن كما هو حال مشكلة رفع العلم في كركوك، فإن اللعب على الجانب العاطفي يغطي دون شك". وأضاف التكريتي " أن "هناك أزمة فعلا ولكن لا تصل إلى انقلاب نيجيرفان البارزاني على رئيس الإقليم، ما لم يكن هناك دفع خارجي"، لافتاً إلى أن "الانقلاب قد يكون ناعما". وتابع قائلا: "لو نلاحظ موقف هيرو إبراهيم زوجة الراحل جلال الطالباني، المعارضة بشدة وعلانية للاستفاء، وكذلك سكوت نيجيرفان ندرك أن إمكانية مغادرة مسعود باتت واجبة وربما هي إحدى طرق الخروج من الأزمة". ورأى التكريتي أن "العناد اليوم ليس كردياً إن صح القول، وإنما مرتبط بمسعود البارزاني فعلاً، وقيام دولة كردية لن يكون إلا بموافقة تركية إيرانية وهو أمر مستبعد تماماً، وأيضا هناك خيار للتدخل الأمريكي المباشر ولكنه مستبعد حاليا". وكانت زوجة الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، قد هاجمت الثلاثاء الماضي، رئيس إقليم كردستان العراق، منتقدة قرار تشكيل مجلس للقيادة السياسية في كردستان، واصفة إياه بأنه يشبه "مجلس قيادة ثورة العراق". وشددت هيرو إبراهيم أحمد على أن "قرار تشكيل المجلس جرى دون الاستشارة مع قيادات الأحزاب السياسية الكردستانية، كما جرى في تحديد يوم الاستفتاء"، واصفة تشكيل المجلس بأنه "خطأ كبير، ولست مع تلك القيادة بأي شكل من الأشكال".
*
اضافة التعليق